محمد غبسي
...
في القرن الحادي والعشرين
لن نجد شعب بحاجة للشفقة سوى اليمن ولن تجد نخب سياسية في العالم تدعوك للسخرية والضجر
عدا نُخب اليمن ، هذه النخب التي تبتكر من الحيل والخزعبلات لإبتزاز الشعب وتخديره
ومصادرة أحلامه آلاف الحيل ، وتطور قدراتها كل يوم لإقناعه بأن الموت أفضل عمل يمكن
لأي إنسان أن يقوم به .
ففي الوقت الذي يستقبل
الإنسان عبر العالم إكتشاف جديد أو يتوصل الى حقيقة ما تقوم هذه النخب بإعادة الإنسان
اليمني الى الوراء عدة قرون ، في كل دقيقة تقريباً يظطر المواطن على التنازل عن حلم
أو مشروع أو فكرة أو حقيقة على الأقل !
لا أعتقد بأن كل هذه
النخب العمياء التي تتزاحم حول السلطة منذ عقود لم تعرف حتى الآن بأن "القات"
مشكلة مثلاً ، لم تعرف أن الإنفجار السكاني مشكلة ولو "زغيره" ، لأنها تعرف
مشكلاتنا وعلاتنا لكنها لا تريد لنا نحن العامة أن نعرف ، هي تعرف لأنها هي التي تصنعها
وتستثمرها و كلما اشتكى الشعب من وجع زادوه أوجاعاً الى وجعه .
قبل سنوات خرج علينا
أحدهم بإختراعات متعددة منها ما سيقضي على الفقر ومنها ما سيقتل الإيدز ومنها ما سيطرد
السرطان والسكر ويكتم صوت الشخير !
وقبل أيام أعلن أحدهم
بأن الجوف والمحافظات المجاورة لها تقع فوق بحيرة نفط ضخمة !
لنسمع قبل ساعات بأن
هذا النفط بدأ بالظهور في جبال خولان !
بدون أسباب وبدون مقدمات
وبدون أجهزة تنقيب ولا مهندسين مختصين فجأة قرر النفط هذا الذي أكتشف نفسه بنفسه في
الجوف أن يقوم بتصدير نفسه من جبال خولان ، العجيب أنهم عرفوا بأنه نفط يعني تقديراً
للظروف وغياب معدات الاستكشاف والتنقيب والاستخراج والتصفية قرر أن يطلع لنا جاااهز
وما علينا إلا أن نطلق الألعاب النارية بهجة وإحتفالاً .
هذه هي المعجزا إذاً ، لم يتجرأ مشعوذي العالم أن
يعلنوا عن اكتشاف برميل نفط واحد في جمهورية مصر الشقيقة رغم المليارات التي قدمها
العالم لهم من أجل استكشافه !
" الناس فين واحنا
فين " يا سادة يا ساسة يا باعة الوهم يا شيوخ الموت استحوا من الله إذا لم تستحوا
من خلقه ، ارحموا الحمير و "القراش " اذا لم تعد لديكم رحمة ببني ءآدم ،
" اخرطوا حبة حبة " كي لا نموت من الفرح .