ما الذي ضاع منك وتحاول استرداده الآن من عدن ..!
اجلس أمام المرآة واستحضر كل الأشياء ، أخبر عينيك : أن الشعب والعالم تعامل معك كرئيس ، وكان بإمكانك أن تكون رئيساً قوياً حتى بوجود صالح وبكل ما يفكر به وينتوي فعله..!
أخبرها أنك تركت ثقل الدولة لتهويماتك ، تخليت عنها لصالح رهانك على الخارج ، كنت تصحو باكراً بتوقيت واشنطن ، وليس كما يفعل القادة في أوقات الشدة ..
كان بن عمر يخبرنا عن نوم الرئيس حتى العصر دون الإشارة لتوقيت واشنطن ، لم يشر للجهود المضنية ليلاً وارتباطك بالمجتمع الدولي الحميم ، سيذكرنا هذا بفداحة الطريقة التي أدرت بها البلاد ، كنت تمكث في مكانك تنتظر ما يأتيك ..! فيما ثقل الدولة وسيادة البلدة تتآكل أمامك عينيك ، حتى الخطوط الحمراء حدثتنا عنها في وقت كانت كل الخطوط الحمر تنتهك بوتيرة متزايدة ، .تعرضت الخطوط الحمراء للهجوم بشراسة فيما لم تحرك ساكناً ..! هذا أفقدك الكثير ..! راهنت على الخارج ولا أحد في الداخل اليوم يراهن عليك حتى من يسعى لإثبات وجودك كرئيس ..!
الأصوات المنادية بشرعيتك مرتخية ويتلاشى لونها الباهت ، ماتبقى منها تدافع عن رئيس لا يجب أن نخضعه لمواصفات قائد يصنع التاريخ ، تتحدث بنبرة خجولة ، يتقافزون في كل الاتجاهات ، وكأنهم يهربون نحو الأزقة والمداخل الضيقة ، كل ما منحتهم يضعهم في مهمة صعبة تشبه مهمة الدفاع عن الإخفاق والفشل ، أخبرهم أنهم يلجأون للحديث عن المزاج العام والتبريرات السمجة التي تختبأ خلفها وتختزل كل فصول ومشاهد الانهيار المفاجئ للدولة ..
أنت لا تتصرف كرئيس دولة حتى وأنت تتواجد في عدن ، لم تصنع شيئاً .. غير استبدالك الجند بلجان شعبية ، لعلنا في صنعاء ندرك أن ذلك له علاقة بهيكلتك للجيش ، وله ارتباط أيضاً بفراغ لم تتمكن من ملئه ، ليست برئيس يتصرف كالقادة الكبار ، حظيت بمساندة شعبية ودعم دولي لم يحظى بها أحد قبلك على مر التاريخ ، ادخرت كلما تملكه من قوة للتفكيك والهيكلة ، وبدلاً من أن نحصل على جيش وطني حصلنا على جيش مفكك يتلقى أوامرك بالتسليم ، تسليم مفاصل الدولة وأركانها ، كنت رئيسأَ يصدر قرارات جمهورية ذات صفة ، وقراراتك هي من جعلت قادة الجيش يتفرغون لاقتناء متصفحات الإنترنت واللعب مع الهواة ..
وجودك في عدن ليس سوى جزء من الطقوس التي تعيش بها وتحكي الكارازما التركيبية لشخصيتك .. أخبر عينيك هكذا..1؟
هادي لم يكن يوماً نواة للحل ، ولن يكون حتى ونحن نفكر بشرعيته كرئيس هرباً من هواجس الضياع ، ومن مآلات خطرة تتهدد فراغ الدولة.