...
بعد كل الذي حصل خلال الفترة الانتقالية وضياع الفرص المدعومة بشكل غير مسبوق محلياً وإقليمياً ودولياً، لتجاوز تداعيات ربيع الإخوان 2011م والعودة بالبلد إلى مسار العملية السياسية والديمقراطية.. وما وصل إليه البلد من حال يفوق في تحدياته وتهديداته الأزمات السابقة مجتمعة، نستطيع القول بل ونجزم أن لدينا في اليمن كارثة اسمها (عبدربه منصور هادي)، وبما تعنيه (الكارثة) من معنى.
باشر مهامه كرئيس انتقالي للجمهورية بتدمير المؤسستين العسكرية والأمنية، وهاهو يطوي صفحته بذات السياسات الكارثية ليستكمل ما كان قد قطع فيه شوطاً كبيراً، أكان ذلك بقصد أو بدون قصد.
عمل على تفكيك وإضعاف قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي باسم (الهيكلة)؛ نزولاً عند رغبة قوى النفوذ عليه من جماعة الإخوان (الإصلاح).
بعد ذلك وتجاوباً مع تغير المواقف الإقليمية تجاه جماعة الإخوان خلال العام 2014م عمل -هادي- على تدمير قوات الفرقة الأولى مدرع ذات النفوذ الإخواني، باسم الحياد.. ولن تعوض الدولة ما تم تدميره.. ونهبه من آليات حربية ثقيلة ومتوسطة وخفيفة من قبل طرفي الصراع، الإخوان والحوثيين، لعشرين عاماً قادمة، في حين كان هو -الكارثة- على مرمى حجر من معسكر الفرقة يتابع من شرفة منزله.
***
أعلن في مطلع حكمه الحرب على الإرهاب، وخاض معارك في أبين وشبوة تكللت بنصر وهمي.. واليوم يلتقي في عدن القيادات القبلية لتنظيم القاعدة القادمين من شبوة والبيضاء ومأرب والجوف.. ويُلبس مقاتلي التنظيم الإرهابي البزة العسكرية والأمنية في إطار التجنيد (التحشيد) لقتال (الأمن الخاصة) وبدعوى الدفاع عن عدن من الحوثيين.
***
وكما أنه أقر في بداية عهده تجنيد عشرات الآلاف في الجيش والأمن لحساب جماعة الإخوان (الإصلاح) وثبت الآلاف من مسلحي الجماعة ممن تم تجنيدهم أثناء الأزمة 2011م خارج أطر وزارتي الدفاع والداخلية، ها هو يختمها كما بدأها ويجنِّد عشرين ألفاً للجيش والأمن خارج أطر الدفاع والداخلية، ومثلهم للجان الشعبية، حتماً سيكون للقاعدة منها نصيب الأسد.
• عن صحيفة اليمن اليوم