محمد غبسي
بعد أن أعلن الرئيس السابق أنه لن يتقدم للإنتخابات في عام 2006م زاهداً عن السلطة شعر حكام دول المنطقة العربية بالحرج الشديد خصوصاً حكام دول الخليج ، فبذلوا المال للرئيس صالح ووعدوه بالوقوف الى جانبه وأقنعوه بكل الطرق أن يعدل عن قراره ، لم يكن هذا حباً فيه ولا عشقاً لليمن _ بل كان حقداً وحسداً ورغبة منهم في الحصول على فرصة لتدمير العملية الديموقراطية وإخراج الرجل من السلطة بطريقتهم الخاصة والتي ستضمن لهم بأن لا تثور شعوبهم بعدها وألا يترك الرجل إرثاً ديموقراطياً حقيقياً من شأنه أن يحرض شعوبهم على البحث عن الحرية والديموقراطية .
ومنذ ذلك الحين وهم ينخرون في جسد التجربة الديموقراطية اليمنية مسلطين لهذا الغرض إعلام ضخم جداً "صحف وقنوات فضائية وحتى محللين سياسيين "و ينفقون عليها أموالاً طائلة ، ولأن صالح لم يترجل عن السلطة بالطريقة التي رسموها لأكثر من زعيم عربي فقد تمكنوا لاحقاً من الرئيس هادي والذي كان غريسة سهلة لمشروعهم السيء ، ما ان انقضت فترته الرئاسية حتى دعموه بالمال والإعلام وبحثوا له عن " تمديد " على حساب العملية الديموقراطية ، وانتزعوا له عاماً إضافياً مع ان الرجل لا يملك أي مشروع كي يتم التمديد له سوى حاجة في نفس " حكام الخليج "..!
وهاهم مازالوا يدعمونه ويقفون الى جانبه بعد أن انتهت شرعيته مرتين وقدم استقالته محاربين بموقفهم هذا اليمن دولة وشعباً وتاريخاً عريقاً .