المتابع للمواقف الامريكية الاخيرة نحو الاحداث في المنطقة يستطيع أن يخرج بانطباع قوي بأن ثمة استدارة في المواقف الامريكية لاسيما فيما يتعلق بإيران وملفها النووي ، والتحوّل في الموقف الأمريكي نحو سوريا من خلال دعوة الوزير جون كيري لمفاوضات مع الأسد من أجل "حل سياسي" للازمة السورية، وهذه ليست بداية الاستدارة في الموقف الأمريكي من ايران اوالنظام في دمشق، وقد لا تكون نهايتها،عقب تحوّلات مشابهة أجرتها عواصم دولية عديدة، أوروبية بشكل خاص، فضلاً عن بعض العواصم العربية والإقليمية .
وفي ظني أن ثمة توافقات دولية – إقليمية على وجوب التوجه إلى مثل حل سياسي للازمة في سوريا، ستتضح أكثر، وتكتسب زخماً جديداً في حال التوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، وهو اتفاق بات منتظراً خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة، برغم الاعتراضات الإسرائيلية شديدة اللهجة، وبرغم "التحذير" السعودي من مغبة إطلاق سباق تسلح نووي في المنطقة، إذا ما أبقى الاتفاق لطهران القدرة على امتلاك التكنولوجيا النووية. و بعد كل ما أصاب سوريا والسوريين من خسائر بشرية ومادية مدمرة، و بعد سقوط ربع مليون قتيل وخسارة ربع ترليون دولار من الممتلكات العامة والخاصة، ناهيك عن فقدان جيل بأكمله لحقوقه الأساسية في الحياة والصحة والتعليم والكرامة والعيش الآمن.