...
ما نشعر به الآن أن الفضول الخليجي لا يتواجد في أحلامنا ..!
ربما لا أحد يرغب في الدفاع عن السعودية ، وإن كانت رحلات الطيران الإماراتي ستزعجهم فليكن ..!
لم يجد اليمنيون أنفسهم يتجولون في مطارات الخليج ومولاتها بالبطاقة الشخصية ، كنا نبحث عن مكان يليق بنا في مجلس التعاون الخليجي ، اعتقدنا أننا سنكون أفضل بتكتلات تخفف وطأة الضغط وتقلص الوجوه الشاحبة التي تتواجد بكثافة ، مشكلتنا اقتصادية بامتياز ، في خليجي عشرين أثبتنا أننا عكس ما يظنون ، كنا نتباهى حين نلمح الذهول على محيا الخليجيون ، كنا أفضل منهم ، وكان ذلك كافياً لنصبح شركاء ..
تركونا محاطين بولاءات مدفوعة الثمن ، هي اليوم لا تشبه شيء ، رصيدها من الصداقات هنا تساوي صفر ، تقلصت بمرور الوقت ، عجز اليمنيون عن اكتشاف مبررات شافية لتفسير كل ما يجري ، ظل الواقع الديني والثقافي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي للمجتمع الخليجي يمارس دور الصمت المقرف وكأنها تبارك السلطات السعودية وتتوغل معها في تهجير أبناءنا هناك ، بعض رجالهم أوغاد فعلاً ، لكن كيف لكل هؤلاء أن يركضوا خلف همجية تتبع اليمنيون في أزقة وشوارع الرياض والطائف وجده وعسير ، الغجرية المفرطة تلاحق أبناء اليمن السعيد ، على أراضِ تشاطرهم مساحة هائلة على حدود الجنوب ، و كان بالإمكان أن نكون معاً ..!.
لا شيء غير الهمجية يدفعهم لمناصبتنا كل هذا القدر من العداء ، مضوا في تشديد الخناق وجعلوا الضغينة تنموا وتترب بنفوس اليمنيين ، تركونا لضغينة تتزايد كل يوم وهم في كامل استرخاءهم وكأن أكياس القمح المرسلة بختم إماراتي ستمحوا سطوة العزلة وكل ما مارسوه من انتهاكات بحقنا ، لم يخرج اليمنيون يهتفون بخليفة كزعيم قومي ، وكنا بحاجة إلى أن نخبرهم أن هداياهم تلك كانت تسحب على الأرض سحلاً بعزة يمني وعنفوان عروبته الضاربة في أعماق التاريخ.
أي خليجي تصادفه يذكرك أنه صاحب ثروة ، يبادلك الحديث بتعالٍ وهو يهم بذبيحة طازجة يلتهمها بمفرده ، حتماً سيومئ لك بكلتا اصبعيه الوسطى متحدثاً عن مصنع يملكه في تركيا وثانٍ في لبنان وآخر في فرنسا ، وكأن قدومه لليمن غلطة ، لم تكترث السعودية ودول الخليج لوجودنا والمصير الذي نمثله ، ونحن كيمنيين لن نستبدل العمالة الخليجية بعمالة إيرانية حتى وإيران تتواجد في مطار صنعاء وخلف سوق شميلة .. وليس علينا أن نصرخ لنخبركم أننا نعرف ماذا نريد ...؟!
ما زلنا أحياء .. وبإمكاننا التقاط هواءً نقياً ونحن نتنفس بغيرهم ..!!