...
خروج هادي من مقر سكنه المحاصر بمليشيات السيد – بصرف النظر عن الكيفية التي تم بها ذلك الخروج- مَثّلَ عودة الأمل لمن يؤمنون بشرعية الرجل، باعتبارها المظلة التي يستطيعون الاحتشاد تحتها لمواجهة المليشيات العصبوية التي تحكم قبضتها على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، بتساهل فاضح ممن يقع على عاتقهم حماية الدولة ومقدراتها من العبث والتواطؤ.
هكذا ينظرون لهادي، الذي وَقَعَ أثناء فترة تولّيه الرئاسة -استنادا للمبادرة الخليجية- في أخطاء جمّة عجلت من انهيار الدولة؛ لكنهم يغضون الطرف عن ذلك استجابة للمرحلة التي تتطلب شيئاً من الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات الراهنة ومستجدات الأحداث التي غيّرت شكل الخارطة السياسية، ومكنت المليشيات العصبوية المسلحة من كل شيء.
هكذا هو اليمني البسيط، طيب حد السذاجة، ومتسامح مع حكامه ومن يرتكبون الحماقات بحقه ومستقبله، يمنحهم الفرصة علّهم يغيرون من نفوسهم على طريق التغيير الذي ينشده باتجاه إرساء مداميك الدولة التي أرهقه الزمن وأعيته الأحداث بحثاً عنها، بوصفها الضمانة الوحيدة للحقوق والحريات والمواطنة.
هادي في مرحلته ما قبل الانقلاب المليشياوي، أصم أذنيه عن النصائح التي هي من الدين، واعتمد على أدوات أسهمت بصورة مباشرة وغير مباشرة في تفكك ما تبقى من الدولة وانهيارها بهذه الصورة المخزية، واقعاً وفي أحلام البسطاء الذين خرجوا إلى الساحات والشوارع، بحماسة، يهتفون باسمه ويرفعون صوره بعد خروجه من صنعاء.
كما أنه قد اعتمد كلية على الأدوات الخارجية، ظناً منه أنها خير رفيق في رحلة الرقص على رؤوس الثعابين؛ مع أن الواقع اليمني يميط اللثام عن نجاعة الأدوات المحلية في تجربة كهذه.
أمام هادي فرصة – وهو يعلم أن الفرصة لا تكرر نفسها- ليعيد إنتاج نفسه كرافعة لأحلام مؤيديه، ومخلّص لهم من شبح الحرب الذي يحيط باليمن إحاطة السوار بالمعصم. وهذا لن يتأتى إلا بتحرير نفسه من الأدوات التي كان يعمل معها وبها خلال المرحلة السابقة، وأن يفتح قلبه وأذنيه للنصائح البناءة مهما كانت قسوتها، طالما نيتها مصلحة قضايا الناس.
إذا كان هادي يعتقد بأنه قادر على استكمال عملية نقل السلطة، فالأمر يتطلب منه تحديا مع نفسه يرتقي إلى ثقة من تبقى من الشعب إلى جانبه؛ على أن يتجلى ذلك في ابرز صوره المتمثلة في تغيير أدواته التي سيكمل بها المشوار.
كما حرر نفسه من قبضة حصار الحوثيين، تنتظره مهمة تحرير نفسه من الأدوات التي اعتمد عليها وأوصلته إلى ذلك الوضع المثير للشفقة.
يأتي في مقدمتها وضع حد لتدخلات نجله في تصريف شؤون الدولة دون صفه دستورية وقانونية، وجعله يهتم أكثر بتدبير شؤون العائلة والمنزل، أو تمكينه من وظيفة رسمية محددة ومعلنة وفق القانون. يضاف إلى ذلك التخلي عن حكاية "الأقاليم الستة" التي لم يحسم أمرها بعد، ولم تحظ بقبول في الذهنية اليمنية، وإرسال قليل من التطمينات للشارع في الجنوب، الذي لا تتوافق إرادته وتطلعاته مع الرؤى السياسية لهادي بوصفه رئيسا للجمهورية اليمنية.
هادي، في هذه المرحلة لا يحتاج، خطب المدح والتطبيل، وقصائد النفاق، والتسول على بابه، بقدر احتياجه للنصح ومساعدته على استلهام العبر والعظات، ليس من تجارب الآخرين، وإنما من تجربته هو.
الوقت يمضي، والتاريخ لا يرحم، والقدر أعاد لهادي شيئا من الفرصة، فهل يحسن استغلالها؟
هكذا ينظرون لهادي، الذي وَقَعَ أثناء فترة تولّيه الرئاسة -استنادا للمبادرة الخليجية- في أخطاء جمّة عجلت من انهيار الدولة؛ لكنهم يغضون الطرف عن ذلك استجابة للمرحلة التي تتطلب شيئاً من الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات الراهنة ومستجدات الأحداث التي غيّرت شكل الخارطة السياسية، ومكنت المليشيات العصبوية المسلحة من كل شيء.
هكذا هو اليمني البسيط، طيب حد السذاجة، ومتسامح مع حكامه ومن يرتكبون الحماقات بحقه ومستقبله، يمنحهم الفرصة علّهم يغيرون من نفوسهم على طريق التغيير الذي ينشده باتجاه إرساء مداميك الدولة التي أرهقه الزمن وأعيته الأحداث بحثاً عنها، بوصفها الضمانة الوحيدة للحقوق والحريات والمواطنة.
هادي في مرحلته ما قبل الانقلاب المليشياوي، أصم أذنيه عن النصائح التي هي من الدين، واعتمد على أدوات أسهمت بصورة مباشرة وغير مباشرة في تفكك ما تبقى من الدولة وانهيارها بهذه الصورة المخزية، واقعاً وفي أحلام البسطاء الذين خرجوا إلى الساحات والشوارع، بحماسة، يهتفون باسمه ويرفعون صوره بعد خروجه من صنعاء.
كما أنه قد اعتمد كلية على الأدوات الخارجية، ظناً منه أنها خير رفيق في رحلة الرقص على رؤوس الثعابين؛ مع أن الواقع اليمني يميط اللثام عن نجاعة الأدوات المحلية في تجربة كهذه.
أمام هادي فرصة – وهو يعلم أن الفرصة لا تكرر نفسها- ليعيد إنتاج نفسه كرافعة لأحلام مؤيديه، ومخلّص لهم من شبح الحرب الذي يحيط باليمن إحاطة السوار بالمعصم. وهذا لن يتأتى إلا بتحرير نفسه من الأدوات التي كان يعمل معها وبها خلال المرحلة السابقة، وأن يفتح قلبه وأذنيه للنصائح البناءة مهما كانت قسوتها، طالما نيتها مصلحة قضايا الناس.
إذا كان هادي يعتقد بأنه قادر على استكمال عملية نقل السلطة، فالأمر يتطلب منه تحديا مع نفسه يرتقي إلى ثقة من تبقى من الشعب إلى جانبه؛ على أن يتجلى ذلك في ابرز صوره المتمثلة في تغيير أدواته التي سيكمل بها المشوار.
كما حرر نفسه من قبضة حصار الحوثيين، تنتظره مهمة تحرير نفسه من الأدوات التي اعتمد عليها وأوصلته إلى ذلك الوضع المثير للشفقة.
يأتي في مقدمتها وضع حد لتدخلات نجله في تصريف شؤون الدولة دون صفه دستورية وقانونية، وجعله يهتم أكثر بتدبير شؤون العائلة والمنزل، أو تمكينه من وظيفة رسمية محددة ومعلنة وفق القانون. يضاف إلى ذلك التخلي عن حكاية "الأقاليم الستة" التي لم يحسم أمرها بعد، ولم تحظ بقبول في الذهنية اليمنية، وإرسال قليل من التطمينات للشارع في الجنوب، الذي لا تتوافق إرادته وتطلعاته مع الرؤى السياسية لهادي بوصفه رئيسا للجمهورية اليمنية.
هادي، في هذه المرحلة لا يحتاج، خطب المدح والتطبيل، وقصائد النفاق، والتسول على بابه، بقدر احتياجه للنصح ومساعدته على استلهام العبر والعظات، ليس من تجارب الآخرين، وإنما من تجربته هو.
الوقت يمضي، والتاريخ لا يرحم، والقدر أعاد لهادي شيئا من الفرصة، فهل يحسن استغلالها؟