عن كثب/متابعات
كانت أميرة عباس (15 عاماً) مراهقة عادية تزهو بأظافرها الملونة أثناء تنزّهها في الحديقة العامّة، وتلتقط لقطات طريفة مع الفريق الرياضي في مدرستها "بيثنال غرين اكاديمي" (Bethnal Green Academy) في شرق لندن حيث كانت مجتهدة في مادة العلوم. وفجأة تحوّلت إلى "عروس داعشية".
على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، تروي عباس عن رحلة السباحة مع رفاقها وتبدي اعجابها بمغني الراب الاميركي توباك شاكور وبهدايا عيد ميلادها.
قبل أسبوعين من منتصف العام الدراسي، استقلت حافلة من أمام منزل عائلتها في شرق لندن إلى مطار غاتويك لتطير إلى اسطنبول مع زميلتيها في الدراسة خديجة سلطانة (16 سنة) وشميمة بيغوم (15 سنة). ثم عبرن الحدود التركية نحو سوريا حيث كان في انتظارهن مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش".
تخلت الفتيات عن الجينز لارتداء البرقع في بداية حياة جديدة ليتزوجن من عناصر في التنظيم، والخضوع الكلي لأزواجهن. ولا تستبع مصادر استخباراتية أن يتم تدريبهن على القتال أيضاً.
وتروي احدى صديقاتها أن "تصرّفاتها كانت طبيعية جدياً، كانت تنوي أن تثقب شفتيها. كانت محبوبة جداً، ثائرة تبحث عن الجوانب المرحة في الحياة. التقيتها قبل أربع سنوات وأصبحنا صديقتان مقربتان".
وتضيف: " زرتها في منزلها، لم تكن الطقوس الإسلامية طاغية هناك. أعدت لنا والدتها الطعام ثم خرجنا. لم يتكن تفارق هاتفها الآيفون وحاسوبها الخاص أبداً".
كانت عباس، التي تشجع فريق تشيلسي في كرة القدم، نجمة في صفوف الخطابة، ومنها حول "ارتداء المرأة المسلمة للحجاب"، ولامعة في الرياضيات والعلوم والتاريخ. كانت تنوي الالتحاق بـ"أكاديمية لندن للتميّز" في إطار برنامج المدارس الحرّة. في عمر الثالثة عشرة، كانت نجمة في منتخب المدرسة لألعاب القوى تنافس على مستوى جنوب بريطانيا في سباقات الـ800 متر و1200 متر.
تروي صديقة أخرى أن عباس "لم تكن متعصّبة لدينها، كانت ترتاد حفلاتنا إذا خلت من المشروبات الروحية، وكانت تخرج معنا للتسوّق . كانت واحدة منّا".
وتضيف: "تعرّفت عباس على شاب التقت به في صفوف الرياضة، وكنا نمازحها بأنها كانت تلتصق به كثيراً. أهلها لم يكونوا ليرضوا بأن يكون لابنتهن صديق. كانت مرشّحة لزواج مدبّر في المستقبل".
وتعتقد صديقة أن عباس انضمت إلى "داعش" لأنها "وجدت الأمر مثير، نوع من التمرد، بخلافنا نحن (الصديقات غير المسلمات) لم يكن أمامها الكثير من الخيارات".
في عيدها الخامس عشر في أيار الماضي، عزلت عباس نفسها عن صديقاتها غير المسلمات، وتودّدت كثيراً إلى خديجة وشميمة، وبدأت تستخدم تعبير "كافرات" لوصف صديقاتها السابقات وتتابع ما يجري في الشرق الأوسط والأراضي الفلسطينية، وتعبّر عن انبهارها برموز بريطانية في التنظيم المتشدد مثل "الجهادي جون" وتجاهر بتأييدها لما يقوم به في سوريا.
شميمة كانت على اتصال بأقصى محمود (20 عاماً) إحدى طالبات "جامعة غلاسكو للطب" التي التحقت بـ"داعش" في سوريا وتزوجت أحد عناصرها.
وتعتقد صديقات عباس أنها كانت على اتصال مع أقصى ومشغليهن "الداعشيين" عبر هواتفهن الخلوية وحواسيبهن المنزلية.
غادرت عباس منزل عائلتها في 17 من الشهر الماضي، لم تكن تحمل أي أمتعة حتى لا تثير الشبهات حولها. لكن لدى وصولها إلى المطار كانت وصديقاتها تحملن أمتعة ثقيلة. فهل هناك مجنِّد للفتيات في بريطانيا، وكيف استطعن الحصول على حقائب السفر والأموال الكافية للمغادرة إلى اسطنبول؟ ولم تجد الشرطة البريطانية الإجابة عن هذه الأسئلة حتى الآن!!
(عن "دايلي مايل" البريطانية بتصرّف)
("موقع السفير")