GuidePedia



... أذكر قبل سنوات، عندما كانت «سينما بلقيس» الكائنة في التحرير ما تزال أبوابها مفتوحة.. كان العديد من روادها يدخلون إليها وهم يتلفّتون يميناً ويساراً، خوفاً من أن يراهم أحد من معارفهم.. فقد كانت السينما -وما زالت- تُمثل مكاناً تدور الشبهات حوله، ويُتّهم الداخل إليها بـ«قلة الأدب».
كذلك هم رواد «فندق الموفنبيك» في أيامنا هذه.. بعد فترة وجيزة سيضطرون إلى دخول الفندق وهم يتلفّتون يميناً ويساراً.. خوفاً من أن يراهم أحد أفراد الشعب.
معا فارق، أن سينما بلقيس كانت تقدم ثقافة بصرية -بغض النظر عن مستواها ومدى تقبل المجتمع أو استعداده لهذه الثقافة- لكنها كانت تعتبر ثقافة، وهي تُعبّر عن مجتمعات أخرى في أنحاء مختلفة من العالم.
أما «الموفنبيك»، لم يُقدم شيء، بل تحول إلى مكان مشبوه، تُطبخ فيه الصفقات من تحت الطاولة، فيما تحتضن روّاده، الولاءات الداخلية والخارجية في اتجاهات متوازية ومتضاده.. ومع الوقت سيزود الفنقد بإنارات حمراء وخضراء وزرقاء، تسمح معها بانتقاله إلى طور «الدعاره السياسية»، وهذا الطور لا يوجد في أي مكان آخر غير اليمن.

Facebook Comments APPID

 
Top