...
أعتقد والله أعلم أننا في مرحلة انتقالية.. وأن هذه المرحلة تتطلب بالضرورة المشاركة في إدارة البلاد وتسيير أمورها والسعي والإعداد لعملية سياسية فاصلة أياً كانت تلك العملية .. وفي الأرجح يجب أن تكون عملية ديمقراطية تثبت الاستحقاق للأطراف السياسية المتصارعة، كل بقدر قوته ومساحة شعبيته.. غير أن الحاصل اليوم يصيب بالذهول والرعب وينذر بانتكاسات فادحة.. فحين تسعى القوى إلى التسابق صوب إحكام السيطرة، كل لنفسه وإقصاء الآخر أو الآخرين عموماً، فذلك معناه أن الطرف المنتصر لن يذهب إلى عملية سياسية ديمقراطية فاصلة.. وسيعلن استحواذه وملكيته المطلقة للقرار والحكم.. وبالطبع ينطبق الحال على كل الأطراف أو وربما معظمها، وليس المعني طرف دون سواه..
يجب أن يفقه الجميع أن التسابق على السيطرة والاستحواذ الفردي المطلق في مرحلة انتقالية، هو إعلان عن تقويض العمليات السياسية المرتقبة، والقائمة على ديمقراطية وتعددية.. ولعل أبرز ما يثبت ذلك، تغاضي جميع الأطراف عن إجراء انتخابات رئاسية ونيابية أوأية عملية مماثلة.. ويكاد ذلك يسجل غياباً مطلقاً في خطابات وتوجهات جميع القوى المتصارعة أو بالأصح المتسابقة في الميدان اليوم..!!