GuidePedia




---

منذ سنتين تقريباً توقفت عن خواطري التي كنت أكتبها لصحيفة الجمهورية عن الكلمات المغناة، رغم أن تلك الاشتغالات أوصلتني لجمهور أفتخر به من أصحاب الذوق العالي، وزحمة الدنيا وانشغالاتها كذلك تحمل القلم إلى أماكن أخرى أقل أهمية وجمالا ، ولكنها أكثر وجعاً ، ونحن نقفز من فرحة إلى وجع ، وتأخذنا قفزاتنا ، وفيها ننسى أوقاتا ، ثم ندرك أننا ضيعنا الكثير منها هنا وهناك،
ولكن هناك استثناءات تحملني على العودة المتقطعة مع أعمال استثنائية في جمالها وتفردها ، ومنها ما أنا بصدد تناوله الآن . أغنية : أوقات ياخذنا الحكي ،
(أوقات ياخذنا الحكي، وننسى في الحكي أوقات
واوقات : يا ليت الكلام سكات
واوقات يجرحنا الحكي )
جمالية النص هنا، تساعد على نمو دهشة الأغنية ، وتضبط كثيرا إيقاع المعنى الذي يعلق سريعا في الوجدان ، فتستدعيه الذاكرة والعاطفة بشكل مستمر،
هل يمكن أن نغني للعاطفة دون أن نمر بدور الكلمة في حياتها ، وهذه هي أغنية عن الكلام في العواطف .
المحب الذي ينسى نفسه في الكلام مع حبيبه، من الطبيعي أن ينسى الوقت، وهو هائم في جماليات هذا الكلام (الحكي )
هناك أوقات أخرى يتحدث فيها الصمت، أو يكون حديث الصمت أبلغ (يا ليت الكلام سكات)
الكلام في الحب يحتاج إلى الأمل .. الإحساس بحياة الامل هو الروح التي ننفخها في الكلمة فتحمل العاطفة وتوصلها:
(حبيبي كلامي صعب
ان ضاع الامل او مات
أوقاااااااااااااااات
ياخذنا الحكي)
هذا النص محكم إلى الحد الذي يجعل المتلقي يحاكمه بطريقة دقيقة إن وجد فيه خللا أو عيبا بسيطاً:
(تهجرني حروف
وتسكني حروف
وانا احبك حبيبي
في أملي ويأسي
في قمري وشمسي )
أعتقد أن دهشة النص كانت ستستمر في تصاعديتها لو استبدل كلمة ( في) الثانية بأداة النداء (يا)
(في أملي ويأسي .. يا قمري وشمسي)
صاحب هذا النص هو الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وهو أكثر من كتبوا النص العامي الجديد، الجديد في شكله ومضامينه وجدواه ، وحين اسوقفتني جماليات هذا النص، استدعت ذاكرتي كل ما سمعته وقرأته من إبداعاته الخالدة، وهذا نموذج جميل لعرض تجربته المميزة في كتابة الشعر العامي.
(في كل الظروف
حبيبي احبك حب
ما يعرف أبد اوقات
أوقاااااااااات ياخذنا الحكي
وننسى في الحكي أوقات)

Facebook Comments APPID

 
Top