...
الحروب التي مر بها الوطن ـ وما يزال ـ أنهكته وحالت بينه وبين رحاب المستقبل المنتظر والمتأمل والمنشود من أبنائه. لا أريد هنا أن أرد لكم كل أو جزء من تلك الأحداث البائسة والتي لم تحقق للوطن والموطن شيئا سوى الهم والغم والفقر الملازم له منذ عقود طويلة.. في الوقت الحالي تفاقمت الأوضاع وتعددت الحروب وتعددت مسمياتها ما بين قبليه وطائفية, وبدأت تتوسع رقعتها ذات الصنع الخارجي في بعض محافظات الجمهورية. وما هو أكبر وأعظم من ذلك الجرم والمصيبة أننا ـ اليمنيون ـ نشارك ونشجع وندعم ـ حتى ـ بالكلام في مجالسنا وعبر مواقع الاتصال الاجتماعي تلك الجماعة على أبادت الأخرى.. وكل طرف له أنصاره. أن ما حدث ويحدث من حروب وتخريب وانفجارات واغتيالات, يؤكد لنا بأن تلك الحكمة التي وصفنا بها الرسول لم تعد بحوزتنا.. تخلينا عنها ولم نعرف متى وأين تركناها ومن يحملها الآن. اجزم هنا بأن كل الأطراف المتنازعة والمتقاتلة والقوى التخريبية عفواً السياسية الحالية لا تملك تلك الحكمة ولم تكلف نفسها عناء البحث عنها, بقدر اجتهادها في كيفية الوصول إلى الحكم أو إلى أي مآربها الخبيثة والحاقدة على اليمن. أن عكس المعادلة ليس بمعجزة ويصعب تطبيقها, أنه لمن السهل فعل ذلك, وكل ما يتطلبه هو التفكير والعمل بدقة وإخلاص ووضوح. وكذا الحروب, يمكن تحويل نتائجها من الدمار إلى البناء, من قتل الأرواح إلى إنقاذها, من تفجير أبراج النفط والكهرباء إلى الحفاظ عليها, من اغتيال الكوادر إلى الاستعانة بها في النهوض بالوطن. متى سيدخل الجميع ساحة المعركة, ليس للقتال وإنما لخوض معارك تنهض بالبلاد ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وفي كل مجالات الحياة. هذا ما يحتاجه الوطن في الوقت الراهن.. حروب تصون الدماء وتبني الوطن لا ترسل الطفل إلى القبر وإنما إلى المدرسة.... هل ستدخل كل القوى السياسية هذا المعترك؟ الذي سيكون الوحيد من نوعه.