GuidePedia



...
حتّى أيّام الإمام أحمد لم يقطعوا رواتب المعارضين، فقد ذكر لي البرلماني السابق والمثقف الكبير الأستاذ محمد لطف غالب أنّ زبارة تسرّع مرّة فقطع رواتب بعض أحرار ثورة 1948 فغضب الإمام وقال له: لا يستوي السجن مع تجويع الناس، إنّها مجرّد لقمة ويمكن أن نتقاسمها حتى مع الكلاب!
ومن تاريخ الحركة السياسية اليمنية أيضاً عرفنا كيف كان الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني يحرص على إرسال رواتب المعتقلين إلى منازلهم ومثله عمل الرئيس الحمدي. وإذا كان رجل المخابرات الشهير محمد خميس قد قام، كما يقال، بقطع رواتب المعارضين في أوائل عهد علي عبدالله صالح فإن هذا السلوك سرعان ما تراجع!
ماذا يحدث الآن؟
على أي قيم يتكئ الحوثيون، حين يقطعون المعاش الشهري على الشاعر والصحافي الكبير حسن عبدالوارث والصحافي القدير أحمد الزرقة، وينكّلون على الكثير من الموظفين بقطع مستحقاتهم المالية وبتغيير وظائفهم؟
مَن يقول لهم إنَّ الراتب الحكومي صار بمثابة معونة اجتماعية، وليس مقابل إنجاز أي شيء لأن لا أحد ينجز في هذا البلد، وإذا هناك ما يُنجز فليس غير الخراب ومناظر التسلّح المقيتة في حياتنا؟
مَن يُذكِّرهم بمقولة الإمام أحمد: إنه لا يستوي السجن مع تجويع النّاس؛ وقد حوّلوا الوطن إلى سجن كبير؟

Facebook Comments APPID

 
Top