...
الكتابة فخ جميل تقع في شراكه هواجسنا وإنعكاساتها إلا انه أرق لصاحبه حينما تتجاذبه الاسقاطات على حياته الشخصية وان لم تكن كذلك ..فما أن نبادر للنزف قليلا بأحبارنا أمام الجميع حتى يهرع البعض لسؤالك (ما الذي حدث) حتى اقرب الناس إليك ؛ يدفعك للقهقهه امام فضوله المستفز احيانا حينما يتحوّل إلى كائن فضولي خلف كل حرف مبهم، وأمام انثى تكتب عن الرجال سيهرع الجميع للحكم عليها دون منطق فالحقيقة المُصدقة أن نزار قباني الذي ألف أكثر من خمسين ديوانا وكتابا في الحب لم يحب سوى امرأة واحدة فقط ، الحب تغذيه الذكرى والقلب الذي يشعر .. لذا كانت الكتابة عن رجل و انثى أشبه ما يكون برحلة استكشاف غير محسوبة النتائج خصوصا في مجتمع مازال ينظر إليها بعين نزقة بعيدا عن الإكتمال المنشود والذي تفرضه املاءات الواقع لا هرطقات النظريات وكلام الروايات ..
ستظل الكتابة حبر الحياة التي عشناها والتي لم نعشهَ .
الحياة مليئة ب رجال اكبر ما يمكننا وصفنا لهم بأنهم (للكتابة) حينما تكون اقلامنا الوجه الآخر للحياة، ونساء عظيمات فقط لأنهن (صغيرات) في زمن يَكْبُر فيه كل شيء ، وكلاهما يعيشان تحت سقف الحياة المُهدد بالسقوط على أفئدتهم ..
"كُل الرجال أطفال " انها الحقيقة الجميلة التي تحثنا نحن النساء على الدلال بأمومتنا ولكنها في ذات الوقت فخا نقع فيه في شراك طبائعهم الحادة فنتقبلها على مضض احيانا وتدهسنا عجلة الصبر السريعة عليها احيانا اخرى ، فالرجل الطفل قد يكون ذكيا بل وحاد الذكاء حد أنه يصنع من المرأة امامه دميه يحركها بنباهه وبخفه حتى اذا ما خانه ذكاؤه وعصتهُ دميته تحوّل إلى وحشا شرسا بإمكانه حرق دماه حتى بقطرة ماء !
يخاف المرأة الذكية بل ويتحاشاها ، وحينما تُبدي اعجابها بذكائه يبتلع خوفه بجرعة ذكاء مفرطة ثم يمضي !
انه رجل يُكلّف التعامل معه الكثير من اللؤم والمكر منا نحن النساء ، لذا كتبتُ يوما (امام رجل حاد الذكاء افضّل ان اكون امرأة لئيمة لا امرأة ساذجة) فاللؤم خندقا تموت فيه أخطر حماقات الرجال .
**************
قد يكون الرجل طفلا انانيا بحجم علو انفه عن مستوى لسانه لذا قد تجده قليل الكلام كثير التأمل في الزوايا فهو يكره الاتساع لأنها شيء من المشاركة والمساواة ، سيحبها ليحتفظ بها ضمن ممتلكاته وستبادله الحب بقدر عطائه فالنساء جميعهن تحت مظلة العطاء دون انتباه لتلك اليد التي تمسك عصى المظلة ..سيعيق أحلامها وطموحها وتطورها ويُصبح حجر عثرة أمام سعادتها البسيطة (احيانا) ، سيخنقها بجدران وهمية من صنع خياله المختال حتى اذا ما صرخت لإطلاق عصافيرها المحبوسة خلف قفص صدري شد الخناق أكثر.. قد تُفلت منه فيحقد عليها بشكل يدفعه كثيرا للأذية دون مبالاة ، انها الأنانية المدمرة حينما تحوّل الحب إلى قبرا شباكه الوحيد إلى قبر آخر !
يشبهه الطفل المغرور حين يبحث عن التفرد والإمتلاك فتجذبه الفاتنات أو المرموقات علميا و يطوقهن بالرعاية والإهتمام بشكل غير محتمل احيانا ويسخر في سبيل جذبهن كل أسلحته الفتاكة حتى يقعن فريسة لخيوطه المنسوجة بغروره بيد أنه يستخدمها لجذب قبيلة من النساء على غرار الاناني فهو اناني بإمرأة واحدة .
التعامل مع رجال كهؤلاء يدفع البعض إلى جرح انوثتهن بسكين التنازلات الشاحذة واعلان الإفلاس في أجمل بنوك الحياة (الأحلام) وهذا ما رسمته يوما بقلمي " امام رجل اناني لا ترفعِ سقف تنازلاتك فيوما ما سيرحل بأنانيته وسترحل معه احلامك وتغدوين انثى مفلسة الأحلام "
**************
قد يكون الرجل الطفل طفل فلا تشفع لحمقه شواربه ولا تحتمل عبثه ذكوريته ، انه مدعاة للدهشة لكل النساء في أول الأمر لكنه ليس كذلك في نهايته ، طفلٌ عنيد حين يصب جنونه وغيرته وانانيته .. يتعامل مع الأمور بمزاجيه فضفاضة ودائما مايزج بالمزاح في الواجهة ويميل إلى اصطناع نوبات الغصب عندما لا تسي الأمور في طريقها ..تحتشد النساء امام عبقريته الذي يستغلها في ترصيع صورته بما لذ وطاب من الخصال لكنه يلوثها بطفوليته المُنفرة ، يستخدم مفرداته بطلاقه غير آبه لوقعها وفلسفة الزمان والمكان لذا تحدث الاصطدامات من نسائه اللدودات فهن برغم قربهن منه لم يدركن بعد جغرافية قلب هذا الرجل ويشعرن بالتيه في داخله !
التعامل مع هذا الرجل أشبه بالوقوف في حقل ألغام فالحركة فيها ستكون محسوبة جدا ومجرد الوقوف عليها والتأمل في عراءها شي يبعث الخوف والريبة .
الرجال على أشكالهم يقعون وما بين رجال كالحُلي وآخرون كالخديعة يبقى الرجل (الرجل) حلم كل امرأة وحقيقتها ؛ ذاك الذي يُصبح ويُمسي طفلا وحيدا لأنثاه الوحيدة ويظل رجلا (رجلا) امام جميع النساء .
**************
في حياة كل رجل طفل امرأة صغيرة اما أن يدفعها إليه فيسعد أو تدفعه بعيدا وتمضي ، تبذل جميل مشاعرها لتنال السعادة كاملة لا تنقص شبرا واحدا ..حتى وان نقصت فإنها تتلذذ بنقصها طمعا بالكمال ، تستحضر الثقة امامها حتى اذا ما غابت تماما فإنها تنكمش في شرنقتها وتُقفل باب قلبها وإن نقصت فسيتكفل وسواسها بالبقية ..تغفر الكثير وتقدم الكثير وحينما ينقشع الغبار تجدها أول من يكنس الذاكرة بماء قلبها ، كل هذا لن يستبعد عنها الشراسة فإهتمامها بطلاء اظافرها لا تقف خلفه صرعات الموضة فحسب بل وتتعمد فيه اخفاء طلاسم شرها التي تنفجر في لحظات الغضب وتجهلها .
تبحث عن الأمان في طفولته حتى اذا ما فقدته ولت هاربه تبحث عن ضلع أعوج يُظلها بظله ، وحينما يمر الرجال من امامها ستبقى متشبثه بقلب طفلها الكبير فالأمان بات عملة صعبة .
يا رجال (أطفال) العالم .. بين أيديكم مناجم نساء صغيرات فقط كونوا أطفالا بما يكفي لإسعادهن ليكن نساءا كذلك ، فثمة نساء تُنجبهن السعادة ونساء يُنجبن الشقاء وبين الغناء والعناء إحتواء رجولة .