GuidePedia

...

كان لدينا جيش وقادة ..!
الجند والعتاد والجاهزية القتالية تنتمي لهذا التراب ، تعاملتم مع الجيش وكأن الدبابات والمعسكرات المكتظة بالرتب ضمن الثروات الشخصية لعفاش ، اللحظة الثورية لم تفكر بالثوابت ، تم تقويض الجيش وذهبت توكل كرمان حتى قبل أن تخبرنا بخيار ثالث ..
التحلي بالهدوء أمر صعب ، وكأننا في هذا البلد نراهن على الأيام وحدها ، ننتظر خباياها ونستجلب المآزرين لنتبادل معهم الشفقة ، الجنود يعيشون أياماً مغدورة وينتمون لجيش بلا قادة ، الصبيحي تسلق إحدى الشاصات وهو الآن يهتف بالصرخة بدلاً من هتافات البندقية والشرف ، اللواء الصوملي يخبره أنه يلعب الضمنه مع أفراد الحراسة ، ويطمئنه أنه بانتظار أوامر هادي بالتسليم وتجنيب الوطن مألات الاقتتال ، الرويشان انتهت مهامه وصار يتحصل خمسمائة ريال من المواطنين المراجعين أمام بوابة الأحوال المدنية ، وطوال اليوم يخرج ببطاقه شخصية لأحدهم وقد أقسم للجان الثورية أنه من أبوين يمنيين ، اللواء علي الجائفي يتلقى أوامره من يوسف المداني ، ويدخل أحد المعلقين على صفحته "فيس بوك" ليجرده من رتبته بعد أن يخبره أنه منحها لعجوز تنهار بكاءً على ولدها الشهيد ولازالت تتحدث عن الوطن برجولة وشجاعة لا تمتلكها أنت .
من أين نأتي بقادة الآن ، أين الأبطال الذين صنعتهم ساحات الشرف والبطولة وأعدتهم لأيام موحشة كهذه ، أم أن هذه الأرض عاقر لا تنجب قادة حقيقيون ، يهزون الميادين ويزدادون شموخاً ببيادات الجند الذين يقفون لتحيتهم ، ويحدقون إلى قادة يحرسون الوطن من كل المخاطر التي تتهدده ، ينتصرون له ولأجله ، قيل لهم أن القائد إما أن يكون بطلاً وإما أن يكون خائناً لاخيار آخر ، قادة خلقوا فقط ليكونوا صمام أمان والرهان الأقوى أمام كل العواصف والمحن ..
كان بإمكاننا أن نراهن على جيش وقادة نبقى معهم خارج الهذيان السياسي والحسابات المعقدة ، أن نتظافر بطريقة تبقينا أكثر التفافاً حول الجيش ، قادة يتمكنون من إحراج الساسة والجماعات ويضعون الجميع أمام مسار وجودوا لأجله ، قادة يتصرفون برجولة كأن بإمكانهم الآن الاستعداد لفعل شيء والتخلص من حالة فقدان السيطرة هذه ..
أهنالك ما يكفي من الرجولة والبطولة لتقود جيشاً هو أفضل مما نظن ، وتعيد شغفنا بوطن يمتلئ بالبطولات.

Facebook Comments APPID

 
Top