GuidePedia


هيروشيما سعودية
عبدالمجيد التركي
جريمة الأمس التي هزت صنعاء بثلاثة صواريخ همجية سقطت في أحياء سكنية في عطان، كانت شبيهة بهيروشيما جديدة.. جريمة ملأت مستشفيات صنعاء بالجرحى والشهداء، وملأت السماء بالغبار والغاز السام، وملأت قلوبنا بالحقد، وبيوتنا بالبكاء والثكالى والأيتام..
يا آل سعود.. رغم حقدكم وصواريخكم الحقيرة، إلا أننا ما زلنا في بيوتنا، ولسنا من الذين يهربون للملاجئ، ولسنا من الذين يطلقون المناشدات..
ما زلنا نذهب إلى أعمالنا، ونمارس حياتنا، ونمشي تحت القصف، والمارة يملأون الشوارع.. ونسمع الموسيقى كل يوم.. نعم الموسيقى التي ألّف مشائخ الوهابية آلاف الكتب لتحريمها.. وآلاف الكتب لتمجيد الموت والجهاد!!
هل تخافون من الموسيقى إلى هذا الحد؟

لم تعد كتب "العائدون إلى الله" تتناسب مع وعينا الآن، هذه الكتب السخيفة التي كانت تركز على أن الشباب الذين يسمعون الموسيقى يموتون وهم عاجزون عن نطق الشهادة.. هل هذا كل جهدكم وكل علومكم.. ولم يعد محمد بن عبدالوهاب حاضراً بقوة، فقد أصبح منبوذاً كمجذوم، ولم يعد متواجداً سوى في أذهان من تصلهم أموالكم اللعينة..
هذه هي ثقافتكم.. ثقافة القتل والشهادة والموت والحور العين، وخرافة الجثث التي يفوح منها المسك..

أين شعراؤكم وفلاسفتكم.. أين المفكرون والمخترعون السعوديون!!
لن نجد أحداً.. لأن المتزمِّتين منهم مشغولون بالسواك وتقصير الثوب ومطاردة الناس في الشوارع بالهراوات أثناء الصلوات.. والمنفتحون منهم مشغولون بمطاردة العاهرات والغلمان في شرق آسيا والبحرين، وفي أوروبا أيضاً.. والبعض مشغول بملاحقة الضبّ، والتفحيط، وتعذيب الشغَّالات الآسيويات.
لم تفلحوا في شيء قدر فلاحكم في تصدير الموت والإرهاب وتفريخ الدواعش..

جريمة الأمس كانت شبيهة بحفلة شواء للمجرم سلمان، لكنها وجبة سامة، ولا بد أن يتحمَّل تبعاتها.

Facebook Comments APPID

 
Top