رشا مكي
...........
حين كتبتُ عن معنى الوجع
لم أكن مُرهفة بل مُرهقَة
لم أكن خائفة بل خائبة
لم أكن الغريقة إنما كنت الغريبة
حين كتبتُ عن عينيك
كنت أملكُ خيارَ الكتابة عن سحرٍ آخر
لكنّني اِخترْتُ مرآة روحِكَ
فكيف لمرآةِ روحِك أن تكونَ بهذا النِّفاق
وكم حجمُ الكذبِ الذي يكْمُنُ في عِناق...
وحين كتبتُ بالصُّدفةِ عن وطنٍ آخر
داهم الشكُّ حُصونَك
وارتدَتْ كلماتك رداءَ الشَّوك
اِحترقَتْ بين يديكَ يدِي
وأنت تُشعلُ جمرَ غيرتِك
الغيرةُ المُفتعلة
وتُضرِمُ النِّيران في مدائِنِ الشَّوقِ
فيفوح حبرُ الرَّسائل المُشتعلة
وحين كتبتُ بالفرح
اِتَّهمتنِي بالسعادة
وأنا أحيا الغياب
كنتُ أعرفُ أنَّك محضُ سرابٍ
وأهواكَ حدَّ العِبادة
وأنت تُدلِّلُ أحلامي حين تُريد
وترفضُ منِّي عتابَ البَوح
وها أنا
على مرأى" منَ القلقِ
أقتلُ الحَيرةَ في مهدِها
أُصلِّي فوقَ جُثمانِ حُبِّكَ الشَّهيد
وأقولُ للأملِ :هل من مَزيد؟!