عن كثب/متابعات...
قالت صحيفة "الايكونومست" البريطانية، إن المملكة العربية السعودية زادت الطين بلة من خلال خوضها الحرب على اليمن، حيث تفاقم التوتر مع منافستها الإقليمية إيران. وقالت التقارير إن الطائرات السعودية قتلت 1000 من المدنيين وجرحت أكثر من 4000 معظمهم أطفال ونساء وقصفت عشرات المباني.
ولذلك، تنفس معظم اليمنيين والعرب عبر المنطقة الصعداء عندما أعلن السعوديون في 21 أبريل أنهم سينهون الضربات الجوية الخاصة بهم، إلا أن السعوديين احتفظوا بحقهم في الرد من جديد، وإن كان على نطاق أضيق.
وفي اليوم التالي، قصفت طائراتهم قوة من الحوثيين، كانت تقاتل من أجل السيطرة على قاعدة للجيش قرب تعز.
وتعد مزاعم السعوديين في أنهم قد أحرزوا أهدافا جوفاء. قد يكونون دمروا العديد من أسلحة الحوثيين الثقيلة. وهم يقولون إنهم شجعوا مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار لوضع حظر على الأسلحة إلى الحوثيين. ولكنهم ليسوا أكثر قربا من وقف زحف الحوثيين. ولا يبدو السعوديون أيضا قادرين على إعادة تثبيت عبد ربه منصور هادي، الذي حل محل صالح في الرئاسة، ولكنه فر مؤخرا إلى العاصمة السعودية، الرياض.
وعلقت الصحيفة على مزاعم المملكة بأنها أوقفت زحف الحوثيين، وهاهم اليوم يسيطرون على مناطق كبرى في اليمن، منها تعز وصنعاء وعدن والحديدة.
وأشارت الصحيفة الى أن هناك حديثاً عن صفقة سرية بين السعودية وإيران لوقف الغارات الجوية السعودية على صنعاء، وهي عاصمة اليمن التي استولى عليها الحوثيون العام الماضي، في مقابل السماح للضربات بالاستمرار في أجزاء من الجنوب، مثل تعز، حيث السنة هم الأغلبية. وقد سارعت إيران إلى الثناء على نهاية الهجمات الجوية السعودية.
ويبدو أن أمريكا قد لعبت دورها أيضا، مع توكؤ الرئيس باراك أوباما على الملك سلمان للتخفيف.
ويخاف الأمريكيون، جنبا إلى جنب مع الدول العربية الأعضاء في التحالف الذي تقوده السعودية، من أن الحرب قد تخرج عن نطاق السيطرة. وبالإضافة إلى القتلى المدنيين نتيجة الغارات الجوية السعودية، انهار الكثير من البنية التحتية المتداعية أصلا في اليمن، بما في ذلك الخدمات الصحية.
وتقول وكالات غربية إن العملية التي تقودها السعودية أغلقت الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية.
ولا يزال من الصعب التنبؤ بالسياسة السعودية، حيث إن دافعها ليس فقط عدم محبة حكامها لإيران، أو شعورهم بأن اليمن هو الحديقة الخلفية للمملكة، بل يدرك الملك سلمان أيضا أن نتائج الحرب ستؤثر على مكانته الخاصة، وعلى مكانة ابنه الأصغر، محمد، الذي يقول البعض إنه يهيء للخلافة في الوقت المناسب. وأعطي الأمير محمد بالفعل وظيفتان هامتان، هما رئيس الديوان الملكي ووزير الدفاع.
وسوف تنشر أمريكا سفينة حربية ثانية قبالة شواطئ اليمن، ويفترض أنها ستقوم بذلك لحماية الممرات الملاحية، ولكنها في الواقع تهدف لردع السفن الإيرانية من تسليم أسلحة إلى الحوثيين. وقد يؤدي هذا إلى طمأنة السعوديين من أنه، وكنتيجة لإيقاف غاراتهم الجوية، لن يكون الحوثيون قادرين على تجديد إمداداتهم من الأسلحة من إيران عن طريق البحر.
ولا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء، وتعهد حلفاء هادي بالاستمرار بمحاربتهم ولذا، فمن المرجح أن القتال سوف يستمر.
وتخشى أمريكا من سيطرة القاعدة على المزيد من الأراضي في الجنوب والشرق، ولذا يؤكد خبراء أن أحد أسباب وقف "عاصمة الحزم"، أن يتمكن القاعدة وأنصارهم من التوغل في الجنوب كما في المكلا.
ولذا يؤكد الخبراء، أن السعودية تحارب الحوثيين، وبالتالي يتقدم ويتوغل القاعدة وأنصارهم اكثر عمقاً وسيطرةً في الجنوب.
ويخشى كثير من اليمنيين من أن السعوديين سوف يمولون الآن وكلاء سنة ومتشددون. وفي غضون ذلك، من المرجح أن تستمر الفوضى في اليمن. وليس من المرجح أن يوافق الخصوم المدعومون من السعودية على مطالب الحوثيين بنيل دور رئيس في أي حكومة وحدة وطنية. وهناك الكثير من الجنوبيين الذين يريدون الانفصال. وتسيطر القاعدة على المزيد من الأراضي في الجنوب والشرق.