عن كثب/متابعات...
دون أدنى شك، وضعت السعودية قدماً على الارض في طريقها للنزول عن الشجرة التي صعدت إليها من بوابة العدوان على اليمن. العدوان الذي إستمر 27 يوماً، بالتأكيد لم يحقق الاهداف الموضوعة له، وكان لا بد من مخرجٍ يليق بالسعودية ولا يُسقط كثيراً من ماء وجهها.
الشجرة التي صعدت عليها السعودية، بحثت
طوال سبعاً وعشرون يوماً عن طريقٍ يؤدي للنزول عنها، فتوسيع بيكار الاهداف
لم يدخلها إلا إلى بمزيدٍ من الضغط الوقتي من أجل تحقيق ما اعلن، وطوال
سبعون وعشرون يوماً، لم تستطع السعودية وقف تقدم الحوثيين والجيش اليمني في
المحافظات كافة خاصة الجنوبية، كما لم تؤدي الغارات إلى ضرب قوة تلك
القوات او تحقيق أهداف تدميرية في هيكل التنظيم، كما انها لم تستطع إيجاد
موطيء قدم للرئيس المنتهية ولايته، الفار هادي منصور، الذي لا زال يقبع في
الريـاض، إذاً، كان لا بد من سُلم يتم وضعه أسفل اقدام سلمان للنزول بهدوء،
سيما وان وضعه الصحي لا يمكنه من النزول وحيداً!.
جاءت جلسة مجلس الامن التي بحثت القرار
الخليجي بما خص اليمن، الذي طلب دعماً للعملية المسلحة العدوانية على الشعب
اليمني. روسيا والصين لم ترفعا الفيتو كما جرت العادة، بل إكتفتا بعدم
التصويت على القرار، هذا الامر لم يمنع مجلس الامن من تبنيه. بعد أيامٍ على
ذلك القرار الذي شبهته مصادر “الحدث نيوز” بذلك الذي قدم إلى الغرب في
ليبيا، جاء إتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالملك السعودي سلمان،
طالباً منه “زيارة روسيا للتباحث”، وفق ما أعلنت وسائل إعلام سعودية، لكن
ما خفيَ من ما دار في الاتصال كان الاهم، حيث دار نقاشاً تقييمياً للضربات
السعودية في اليمن، وإشارة إلى التوجه إلى طاولة المفاوضات افضل.
رُتّبت الخطوة الاولى من النزول عن الشجرة
روسياً، كان لا بد من عامل إيراني يخفف عن السعودية. إيران المقتنعة اصلاً
بضرورة الحوار لحل المسألة اليمنية، كان هذا الأمر أشبه بإعلان يومي من
سلطات طهران، فلمس إتجاه إيراني لطلب جلوس من قبل الحوثيين على طاولة
مفاوضات، طبعاً ذلك يتم بشرط إعلان إنتهاء الضربات رسمياً. قبل إعلان
إنتهاء “الحزم” وبدء “الأمل” وفق النظرة السعودية، كانت هناك تسريبات
صحافية في القاهرة، تتحدث عن إنتهاء العملية في الساعات المقبلة، مثّلت تلك
التسريبات الرسالة الهادئة من المملكة إلى من يهمه الأمر، بأن الاقتناع
بفشل العدوان ضمنياً بات موجوداً، لكن إخراج المشهد سيتم وفق إعلان عن
تحقيق نجاحات حفاظاً على ماء الوجه السعودي، ويكون الاعلان ايضاً مقدمة
للبدء في الحوار وترتيب طاولته على ان يجلس الجميع عليها، بمباركة أمريكية –
روسية – إيرانية، كون لهذه الاطراف علاقة مباشرة بما يجري في اليمن.
على الرغم من إرتباط العوامل آنفة
الذكر بسياق إعلان نهاية عاصفة “الحزم” وتركيب “سلم النزول” السعودي عن
الشجرة، إلى ان مصادر مقربة من الدبلوماسية الروسية في بيروت، إستبعدت في
حديثٍ لـ “الحدث نيوز”، إنتهاء عاصفة الحزم اصلاً، معتبرة ان ما يجري
“إستراحة محارب، والعين على الحدود الجنوبية مع المملكة لاحقاً”.
وإذ رأت المصادر ان “اللعبة خرجت من يد
السعودية”، إستبعدت ان يكون لروسيا دور في “إنزال السعودية عن الشجرة، او
ان يكون إتصال بوتين – سلمان قد تطرق إلى أصل الازمة اليمنية، بل كان الأمر
عبارة عن دعوة لزيارة موسكو للتباحث”.
وختمت بالقول: “الميدان اليمني هو من ينزل السعودية عن الشجرة”.
لكن الأكيد في كل ما جرى، ان العامل
السعودي في اليمن خرج من إطار التدخل السعودي المباشر، إلى إطار الوصاية
الدولية المباشرة، بعد ان كانت السعودية حجر يُحرك من قبل دول الغرب لتحقيق
اهدافها السياسية – التفاوضية، فيما تعد السعودية الخاسر الوحيد من ما جرى
كون اهداف عمليتها الكبرى، لم يتحقق منها ولو 1%.
الحدث نيوز