عن كثب/متابعات...
أعلنت السعودية وقف عمليتها العسكرية وعلقت غاراتها الجوية على اليمن، بعد طول المدة وعدم تمكنها من تحقيق أي هدف من الأهداف الأربعة التي اشترطتها في بداية العدوان.
وشنت القوات المسلحة الجوية السعودية بمؤازرة من القوات المسلحة القطرية والإماراتية والكويتية والأردنية ومشاركة أدنى من المغرب والسودان قصفا جويا طيلة شهر تقريبا، من أواخر مارس/آذار حتى 21 أبريل/نيسان من سنة 2015.
وأعلنت السعودية في البيانات العسكرية الأولى ضرورة تنفيذ حركة انصار الله أربعة أهداف مقابل وقف العمليات الجوية، وهي:
- انسحاب انصار الله من صنعاء وجميع المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من دون قيد
-عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الى صنعاء وممارسة مهامها
-العودة الى نتائج الحوار وتنفيذها تحت إشراف حكومة هادي.
-إلغاء جميع التعيينات التي قامت بها الحركة الحوثية.
وتوقف القصف الجوي بدون سابق إنذار يوم الثلاثاء 21 أبريل/نيسان، ولم تحقق السعودية اي هدف من الأهداف الأربعة.
وتستمر حركة انصار الله في السيطرة على مخلتف مناطق البلاد. وتحول الرئيس عبد ربه منصور هادي الى رئيس منفي في الرياض ولم يعد الى سدة الرئاسة، ويستبعد عودته الى اليمن ومشاركته في الحوار السياسي.
ووجدت العملية التي سميت بعاصفة الحزم نفسها في مواجهة انتقادات من العالم العربي ومن العالم الغربي، ومع بدء سقوط ضحايا في صفوف المدنيين اغلبهم من الاطفال والنساء، بدأت انتقادات الجمعيات العاملة في مجال حقوق الإنسان تندد بالمجازر.
حيث طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، بالتحقيق في مقتل وإصابة عشرات المدنيين في اليمن في غارات شنه الطيران السعودي في اليمن.
وساهمت حركة انصار الله بذكاء في إحراج "عاصفة الحزم" بعدما أحجمت عن مهاجمة الأراضي السعودية باستثناء وقوع مناوشات خلفت قتلى في الجانبين وقامت بها بعض القبائل. وجعل موقف انصار الله السعودية في وضع الدولة المعتدية التي لا تحترم الشرعية الدولية.
ومن الناحية العسكرية، لا يستبعد بعض الخبراء في فرنسا، أن قرار وقف العمليات الجوية له علاقة بتراجع مخزون سلاح الجوي السعودي من القنابل والصواريخ التي تحملها الطائرات المقاتلات.
ولن تجد السعودية سهولة في اقتناء القنابل والصواريخ المتطورة لدى الشركات الأميركية والبريطانية والفرنسية لتسليح مقاتلاتها، فالطلبات حول هذا العتاد يستغرق وقتا ليس بالقصير أحيانا.
وتستعمل الطائرات المقاتلة مثل اف 15 واف 16 واف 18 لدول عاصفة الحزم القنابل والصواريخ المتطورة والموجهة في ضرب الأهداف التي تعمل بتكنولوجيا معقدة، وهي مرتفعة الثمن وغير متوفرة بسهولة في السوق. ولا تستعمل صواريخ وقنابل تقليدية بل سلاحا متطورا.
وتجد شركات تصنيع القنابل والصواريخ صعوبة في تلبية سريعة لسلاح الجو الغربي، فقد استنفذت الولايات المتحدة والدول الغربية الكثير من مخزونها في العراق وسوريا وليبيا ومالي في مواجهة الحركات الإرهابية. وبالكاد تلبي الشركات المنتجة للصواريخ والقنابل الطلبات بسبب ارتفاع الطلب.
وألقت طائرات عاصفة الحزم على اليمن أكثر من 600 طن من الصواريخ والقنابل.