عن كثب/
أعلن مصدر في حركة طالبان الأفغانية أن ممثلين عن الحركة سيعقدون أول جولة محادثات مع مسؤولين أميركيين في وقت لاحق من الخميس 19 فبراير/شباط بالعاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت وكالة رويترز عن عضو بارز في طالبان في اتصال هاتفي من قطر قوله: "ستعقد أول جلسة الخميس في قطر ثم تعقد جلسة أخرى يوم الجمعة. فلننتظر ما سيحدث إذ لم تسفر المحادثات عن أي نتائج من قبل".
وكانت الولايات المتحدة أقامت اتصالات سرية منذ فترة طويلة مع حركة طالبان الأفغانية، بهدف الخروج من مستنقع الحرب هناك، بخاصة مع عجز قوات التحالف الدولي، الذي تمكن عام 2001 من إزاحة الحركة من حكم البلاد، عن القضاء على خطر الحركة أو مواجهة هجماتها العنيفة المتصاعدة.
وترددت في هذا الصدد أنباء أواخر عام 2009 عن إجراء مباحثات سرية بين ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية، برئاسة الملا وكيل أحمد متوكل الذي كان وزيرا لخارجية الحركة، والسفير الأمريكي في كابل آنذاك الجنرال كارل ايكنبري في مكان سري في العاصمة الأفغانية.
وتشير تقارير إلى أن الاتصالات السرية بين الولايات المتحدة وحركة طالبات تواصلت على فترات متقطعة، حيث أكدت أنباء أن مسؤولا أمريكيا رفيعا أبلغ أواخر نوفمبر عام 2011 قائد الجيش الباكستاني أشفق برفيز كياني بأن واشنطن تجري مفاوضات سرية مع طالبان في قرية نائية في ألمانيا قريبة من ميونخ، وطلب منه توفير حماية "لممثلي حركة طالبان الذين يجرون محادثات مع دبلوماسيين أميركيين في ألمانيا والدوحة"، خوفا من تعرضهم لهجمات انتقامية من متطرفي الحركة ومن عناصر تنظيم القاعدة.
وأكدت تقارير صحفية أن المسؤول الأمريكي سلم قيادة الجيش الباكستاني قائمة تضم 3 مفاوضين لطالبان يتقدمهم الملا محمد طيب آغا، وهو من المقربين من الملا عمر، وكان مديرا لمكتبه من عام 1996 وحتى سقوط نظام الحركة عام 2001، ووعد قائد جيش باكستان بتوفير الحماية لممثلي حركة طالبان إذا دخلوا الأراضي الباكستانية.
وظهر أول تأكيد رسمي للاتصالات بين الأمريكيين وحركة طالبان في 17 يونيو عام 2011 حين أعلن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي أن الولايات المتحدة وقوى أجنبية أخرى تجري مباحثات تمهيدية مع حركة طالبان بهدف التوصل إلى تسوية تضع حدا للحرب المتواصلة في أفغانستان.
وأُعلن في شهر يونيو عام 2013 أن حركة طالبان افتتحت مكتبا لها في العاصمة القطرية الدوحة، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أنه ينوي إرسال وفد إلى قطر للتفاوض مع طالبان، تبع ذلك تأكيد مسؤولين أمريكيين بأن ممثلين لبلادهم سيبدؤون قريبا لقاءات رسمية مع الحركة في الدوحة.
وبرزت محاولة الولايات المتحدة "مغازلة" حركة طالبان الأفغانية بوضوح في يناير من عام 2014 حين أعلن مسؤول أمريكي رفيع بوزارة الخارجية أن اسم الملا عمر زعيم طالبان، غير مدرج في لائحة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، لكنه مدرج في قائمة المطلوبين في وزارة الخارجية، مشيرا إلى وجود احتمال بشطبه من هناك.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت وضعت مكافأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن الملا عمر منذ الأيام الأولى للحرب عام 2001 ، إلا أن الإدارة الأمريكية قررت فيما يبدو مهادنته عام 2013 قبيل سحب قواتها من هناك نهاية العام، خاصة مع ورود أنباء عن إجراء اتصالات متعددة بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان في عدة دول منها ألمانيا وفرنسا وتركيا وقطر.