محفوظ البعيثي
إن المتابع للصراعات والحروب التي أندلعت في الوطن العربي ، عقب فشل ثورات الربيع العربي في نهاية العام 2010م وبداية العام 2011م،يدرك إلى حد بعيد أن ملايين الشباب في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا..،كان هدفهم الأساسي من إشعال تلك الثورات،إصلاح أوضاع بلدانهم التي كانت تعاني من البطالة والفقر والفساد..،كما يدرك المتابع في ذات الوقت أن اولئك الشباب لم يستطيعوا العبور بثوراتهم الربيعية إلى بر الأمان بسبب قلة خبرتهم السياسية ،وعدم توفر الإمكانيات المادية التي تساعدهم على تنظيم الفعاليات الثورية في ساحات وميادين الإعتصامات..،والترويج الإعلامي لأهدافهم المنشودة ،الأمر الذي جعلهم لقمة صائغة لجماعة الإخوان المسلمين(أحزاب –نقابات – منظمات - جمعيات ..)التي سرعان ما أستغلت تلك الظروف التي كان يعاني منها الشباب ،وقامت بالانضمام لهم ومن ثم السيطرة على الوضع داخل ساحات وميادين الإعتصامات..،عبر إنشاء منصات للفعاليات داخل الساحات والميادين ،وإدارتها من قبل كوادرها ..وبث ما يقدم فيها عبر الوسائل الإعلامية المختلفة التابعة للإخوان المسلمين والمناصرة لهم وغيرها من الوسائل الإعلامية العربية والدولية التي كان دافعها لنقل تلك الفعاليات،أهمية الحدث (ثورات الربيع العربي)،مما أدى إلى إنحسار دور الشباب تدريجياً إلى أن فقد تماماً لصالح أحزاب ونقابات ومنظمات جماعة الإخوان المسلمين،فتحولت ثورات الربيع العربي من ثورات شبابية إلى ثورات إخوانية،وبسهولة وصلت أحزاب الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في تونس ومصر وليبيا واليمن ،على حساب تضحيات ومعانات الشباب في تلك البلدان ،وأجهض مشروعها في سوريا نتيجة للوعي الوطني والقومي لدى قيادة وحكومة وجيش وشباب وشعب الجمهورية العربية السورية،إلا أن هذا النجاح الذي حققه الإخوان المسلمين لم يدم طويلاً ..بسبب سوء إدارتهم وتسريعهم بوتيرة أخونة أجهزة ومؤسسات الدولة، حيث تم إسقاط حكمهم في مصر بعد عام من وصولهم للسلطة ومن ثم توالى سقوطهم في تونس واليمن وأخيراً في ليبيا،ومع هذا لم يتم استغلال هذا السقوط ،الاستغلال الأمثل لصالح الشعوب العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن ،بل تُرك المجال مفتوحاً لتدخل تنظيمي داعش والقاعدة وإيران ،في الشئون الداخلية لتلك البلدان وغيرها من البلدان العربية ،والتغلغل في مؤسساتها وأجهزتها السيادية والهامة ،سواءً بطريقة مباشرة أو عن طريق حلفاء ومناصري داعش والقاعدة وإيران..،وعلى أثر ذلك أشتعلت الصراعات والحروب في بلدان "الربيع العربي" وفي البحرين ولبنان ،وأستمرت في العراق ،وذهب وما زال يذهب جراء ذلك مئات الآلاف من الضحايا(قتلى وجرحى) وتدمير البنية التحتية وتهجير ونزوح ملايين المواطنين أغلبهم إلى خارج بلدانهم،وبالمقابل قام تنظيمي داعش والقاعدة ،وبمشاركة أمريكا وإسرائيل والسعودية وتركيا وقطر ،بالسيطرة على مناطق شاسعة من أراضي اليمن وليبيا وسوريا والعراق،بالإضافة إلى توسع انتشارهما في صحراء سيناء بمصر،ورفعت إيران من جهتها من عملية تدخلها في شئون اليمن والبحرين ولبنان..،سياسياً وعقائدياً وعسكرياً وإعلامياً ، بهدف إستنزاف هذه الدول والدول الخليجية خاصة ،وبقية الدول العربية عامة،بشرياً ومادياً،وإدخالها في حروب أهلية وطائفية ومذهبية وفوضى... ،ليسهل لها حلحلة ملفاتها العالقة مع الغرب ،وفي مقدمة تلك الملفات ،ملف السلاح النووي الإيراني،وصولاً إلى تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في السيطرة الكاملة على تلك البلدان ومن ثم كامل الوطن العربي..
وقد حققت إيران بعض أهدافها ،خاصة فيما يتعلق بحل ملفات الأسلحة النووية والحصار وحظر أموالها في بنوك أمريكا والدول الاوروبية ،كما أستطاعا تنظيما داعش والقاعدة،أن يقضيا على قطاعات واسعة من جيوش سورية واليمن والعراق وليبيا..ويقيما نواة دولتهما الإرهابية المنشودة في العراق والشام...
وإذا ما أستمر حال الحكومات والشعوب العربية ، الذي يطغى عليه الإنقسام والثأرات السياسية والطائفية والمذهبية ،فإنه ليس من المستبعد ان يحقق أعدائها ،وفي المقدمة داعش والقاعدة وإيران وإسرائيل ،كل أهدافهم ،وعندها لن تستطيع مواجهة أو استيعاب الكارثة التي حلت بها .
وإنطلاقاً من هذه القراءة المتواضعة ،نتمنى أن تكون الأنظمة والشعوب العربية ،وفي المقدمة الأطراف السياسية والدينية والقبلية والعشائرية المتصارعة ،قد أستوعبت ما يحاك ضدها ،وجعلته درساً كافياً تتعلم منه كيف تعيد حساباتها وتصلح من أخطائها وتتجنب الوقوع في الصراعات والحروب العبثية ،قبل أن تفقد سيادة بلدانها بشكل كامل،وهذا بدوره لن يتحقق إلا إذا ما أنتابها شعور حقيقي بمأساة أوطانها ومعاناتها الدائمة..!
وقد حققت إيران بعض أهدافها ،خاصة فيما يتعلق بحل ملفات الأسلحة النووية والحصار وحظر أموالها في بنوك أمريكا والدول الاوروبية ،كما أستطاعا تنظيما داعش والقاعدة،أن يقضيا على قطاعات واسعة من جيوش سورية واليمن والعراق وليبيا..ويقيما نواة دولتهما الإرهابية المنشودة في العراق والشام...
وإذا ما أستمر حال الحكومات والشعوب العربية ، الذي يطغى عليه الإنقسام والثأرات السياسية والطائفية والمذهبية ،فإنه ليس من المستبعد ان يحقق أعدائها ،وفي المقدمة داعش والقاعدة وإيران وإسرائيل ،كل أهدافهم ،وعندها لن تستطيع مواجهة أو استيعاب الكارثة التي حلت بها .
وإنطلاقاً من هذه القراءة المتواضعة ،نتمنى أن تكون الأنظمة والشعوب العربية ،وفي المقدمة الأطراف السياسية والدينية والقبلية والعشائرية المتصارعة ،قد أستوعبت ما يحاك ضدها ،وجعلته درساً كافياً تتعلم منه كيف تعيد حساباتها وتصلح من أخطائها وتتجنب الوقوع في الصراعات والحروب العبثية ،قبل أن تفقد سيادة بلدانها بشكل كامل،وهذا بدوره لن يتحقق إلا إذا ما أنتابها شعور حقيقي بمأساة أوطانها ومعاناتها الدائمة..!