_______________
ــ(1)ــ
رجُلٌ من عطاردْ..
خاصمته الكواكبُ حين رأت ظله في زُحلْ؛
المجرّات يملؤها ظلــُّهُ منذ شدّ الرّحالَ
تــُراهُ إلى أيّ سرٍّ رحلْ!.
ــ(2)ــ
رجلٌ من أثينا..
مقلتاه الذهولُ وخافقهُ المعرفة ْ..
ضع على مدخل الذاتِ قوساً حزينا
سترى رجلاً ناحلاً في الظلالِ
ابتسمْ
أنتَ في الكهفِ فلسفة الفلسفةْ.
ــ(3)ــ
رجلٌ من ثمودْ..
يحرثُ الليلَ بالصخرةِ الشاردةْ
لا حدود لأبعادهِ لا حدودْ
يتعدّى البعيداتِ واحدةً واحدةْ.
ــ(4)ــ
رجُلٌ من مدائن صالحْ..
قال في نفسهِ:
كيف لو أنني في المدائن صالحْ؟
قالها
فتعثــّرَ حاضرُهُ بخطى أمسهِ.
ــ(5)ــ
رجُلٌ من سدومْ..
جالسٌ في الفراغِ زحاماً وحيدا..
جالسٌ في الكنايةِ
يمسحُ عن حاجبيه غبارَ الصدّى
ويعدُّ النجوم
يُفكرُ في قومهِ الغابرين، وينسى البعيدا.
ــ(6)ــ
رجُلٌ من سرَنــْـدِيبْ..
يحمل في يده صورتي ويقول:
احفظوا يا رفاقي ملامح بوذا العظيمْ.
رجُلٌ من سرَنــْـدِيب حدّ الذهولْ
له صلةٌ بجديدِ اكتماليْ
له صلةٌ باكتمالي القديمْ.
ــ(7)ــ
رجُلٌ من كِـنـانــَة ْ..
عـلــّمَ الكونَ أسماءهُ
والحقيقةُ أبجدُها في حِراءْ..
لمْ يُحرّكْ لِـسـانــَهْ..
إنه رجُلٌ من كلام السّماءْ.
ــ(8)ــ
رجلٌ من قــُريشْ..
قبل أكثر من حكمةٍ كنتُ ضيفهْ
اكتفيتُ بشربةِ ماءٍ وكسرةِ عيشْ
واكتفى بحديث السقيفةْ.
ــ(9)ــ
رجلٌ من قريبْ..
يُغنــّي ليُلقي على الناي جُرحَكْ
يا حبيب الحبيب:
كثيرٌ من الـلــّـيلِ يَشربُ لــَمْـحَـكْ.
ــ(10)ــ
رجُلٌ من بعيدْ..
حمّلــَتــْهُ الحقيقةُ عبءَ الوصولِ إلى قلبهِ..
والمُريد المريدْ
الإرادةُ تأخذهُ خطوتين إلى ربّهِ.
ــ(11)ــ
رجلٌ من ترابْ..
هزمَ الوقتَ بالحكمةِ العابرةْ..
همّهُ في الكتابْ:
التأمّلُ في لغةِ الآخرَة ْ.