...
البلد بلا رئيس ولازلنا ننتظر ونترقب عن كثب..!
تمضي الأيام بهذه النكهة البليدة، نحدق ببعضنا، مهمتنا انتهت هنا، وأصبحنا مرغمين على البقاء بلا خيارات وبلا بدائل، قدرتنا على التماسك لا تعني مقاومتنا للانهيار، انهيار الدولة يتفاقم، حجم تآكلها من الداخل مخيفٌ جداً، وبقاء الاحتمالات مفتوحة على هذا النحو يدفع بالبلاد إلى طريق اللاعودة.
تم إخضاعنا لقوى سياسية يتزعمها الحوثي وياسين واليدومي والعتواني وصالح، وكأنها المعضلة الرئيسة التي تجتاحنا، نحن بحاجة للخلاص من المبررات التي يسردها الدكتور، ملامح الآنسي عتيدة وتذكرنا بكل العثرات التي مررنا بها قديماً وحديثاً، أذكر أن أقوى حضور للعتواني كان أثناء مداخلته لإحدى القنوات الإخبارية وصوته يتحشرج بكاءً على هادي، الانحياز الإنساني أفضل ما يقدمه العتواني، حسن زيد تحت الإقامة الجبرية وكأنها فرصته ليتحدث إلينا وهو في ذروة النضال.
الساسة متحمسون للمتاجرة بما تبقى! ومتفرغون للنضال من أجل الشراكة، على حساب وطن مرهق يمنحون أنفسهم فسحاً إضافية من الزمن، يمر الوقت وتنتهي الفرص والمساحات وهم يبنون الأحزاب ويتنفسون أيدولوجياتها الطاعنة حتى الرمق الأخير، يناورون على تقاسم ومحاصصة نصيب السلطة، نحن الآن نرتهن لساسة أنجبهم الفشل، وتطفو على السطح خيبة هائلة هي كل ما زرعه الساسة في نفوس اليمنيين، وعلينا أن نفهم أن الوطن آخر ما يفكرون به.
لحظاتنا الخطرة بكل ما فيها تقف أمام قوى سياسية لطالما تصدرت المشهد بسلسلة من الإخفاقات المميتة، الحوثي يفرض الإقامات الجبرية يتحدث عن التحشيد وهو يحشد، وتسريبات الموفنبيك تتحدث عن نقاش لا طائل منه، وجدل عقيم يشبه الجدل البيزنطي على جنس الملائكة يفضي في نهايته إلى اختلال التوازن ويهدد بمزيد من الانحسار.
نرصد تحركات الساسة ونؤولها كالعرَّافات ولن نجد فيهم غاندي ولامارتن لوثر كنج، وبات من الصعب على الناس احتمال أن يأتيهم حل من دهاليز أنتجت كل ما يعيشونه من حماقات.
فالسياسة ليست حظاً ولا بختاً ولا يمكن لنا أن نختزلها في ثرثراتكم السخيفة، نقف على هاوية السقوط، ولا أحد يبحث عن الوجود الذي يليق بنا، نفكر فقط أن نعيش، نعيش بعيداً عن كل هذا الضجيج.
الساسة يجري في عروقهم دم فاسد لا محالة..!