...
لم أكن أستهين بقدرة الإسلاميين على توظيف المرأة، أعرف المجهود الذى بذلوه لاستغلالها كى تدعم وصولهم للسلطة بالدول التى احتلوها باطنياً، لكنى صدمت لمعرفة مدى التغلغل بين أوساط النساء.
لا يقتصر الأمر على تناقض يفضحه قبولهم بمشاركة المرأة السياسية (بعد الرجوع عن تحريمه)، لتدخل الانتخابات وتمنح صوتها لابن الجماعة. لا يقتصر على تحويلها لمضغة ليّنة بأيديهم..
اخلعى الفستان، البسى الحجاب، اخلعى الحجاب، ارتدى النقاب.. كعبدة تسير وفق أوامرهم دون أن تهز رأسها بالرفض أو الاستفهام.
بل يرقى الأمر لاحتلال سرى خفى للمجتمع النسوى طوال عقود لضمان السيطرة على الأسرة من خلال الأم.
منذ أيام قصّت لى الدكتورة أمل بالهول الفلاسى، المنشقة القديمة عن إخوان الإمارات، تفاصيل الوصول للمجتمع النسائى بالإمارات والخليج.. المحرك الرئيسى للجماعة خطر، والتنظيم يضم بين أعضائه عتاة المنظمين من دعاة تفرقة الأوطان. ليسوا مارقين يمكن تحاشيهم أو إهمال وجودهم، بل مدبرون يستحقون القلق منهم.
«القاعدة الكبرى لجماعة الإخوان بالخليج بين صفوف النساء».
تقول الفلاسى إنها كانت ستصبح قيادية بالتنظيم حين علمت مطمعهم فأبلغت السلطات. استقطبوها وهى بالثامنة عشرة. «يستهدفون الأذكياء والمتميزين من الطلبة والطالبات»، تزوجت أمل أحد قيادييهم، فتمكّنت من حضور اجتماعاتهم وسمعت ما رفضته وطنيتها فانشقت. أما هدف كل اجتماع فكان قلب النظام وإحلال نظام هشّ لا علاقة له بالدولة الوطنية ولا بالعروبة.
كانت الفكرة عبور عالم المرأة للولوج للمجتمع. فخرجت الخطة عن إطار المدن المراقبة ونزحت للقرى النائية والمدن التى تسكن الحدود، حيث الرجل غائب للعمل بالعاصمة والمرأة وحدها هناك، مما يسهل تجنيدها.
والمثير أن خطة السيطرة المجتمعية كان عمادها التزاوج وكسر إرادة المرأة وتحويلها لداجن يقبل التبعية للتنظيم..
- تزويج الأعضاء بأطراف منتقاة لدمج التنظيم بالقبائل والأسر. ويجبر العضو أو العضوة على الزواج ممن يختارونه أو يختارونها، ولو كان متزوجا يجبر على الزواج بأخرى لضمان تأثيره على أسرة الزوجة الجديدة، فى محاولة للامتداد بين العائلات.. الأمر إجبارى وليس اختياريا، فبمجرد الانضمام للتنظيم تصبح حياتك رهناً له وتحت إمرته..
- تفكيك النظام القبلى لضمان الولاء للتنظيم لا للحاكم.
فى السعودية تحديدا حيث المساحات شاسعة، تجتهد الداعيات العابثات بعملهن الدعوى العابث لكسب أكبر شريحة نسائية. كل الأماكن مجالات محتملة للدعوة لصفوف الجماعة بشكل غير مباشر، لدرجة أن أعداداً نسوية قد تحمل فكر الأخوات دون دراية..
فى ندوات العبث الدعوى يعاد تشكيل هوية المرأة وشخصيتها. فيتم تلقينها كيف تأكل وتشرب وكيف تمارس الجنس مع زوجها وكيف تلبس العباءة ومن تصادق وماذا تدرس... إلخ.. الخطة الشيطانية، وكله بالحلال والحرام وتحت ستار النقاب.
أفكار ما عهدها أجدادنا دخلت لمناطقنا وتحولت لتقاليد يدافع عنها المتطرفون، واتشحت النساء بالنقاب اقتداء بهم، أما الفضيلة فصرنا نفهمها من منظور الجماعة لا منظور الأخلاق. وتحولت مدارس وجامعات العلم والمعرفة لأخصب مكان يجمعهم ويبث معتقداتهم وتطرفهم.
الآن. ماذا ينتظرنا؟
الأمر ليس محصوراً بيد الأنظمة، بل كل فرد وكل امرأة منا مسؤولة ومحاسبة أمام الإنسانية عن كلمة سمعتها أو موقف شهدته. قد يكون فيه مستقبل وطن.