عن كثب/
يجري مستخدمو محرك البحث «غوغل» يومياً نحو 500 مليون عملية بحث جديدة تماماً، أي أنها تتضمن عبارات بحث لم يسبق طرحها من قبل، وهو ما يعادل 15٪ من عمليات البحث اليومية، التي تُقدر بنحو 3.3 مليارات عملية، وذلك على الرغم من مرور 15 عاماً على تأسيس «غوغل»، بحسب ما قال المصمم الرئيس لمحرك بحث «غوغل»، جون ويلي، في مقابلة مع موقع «بلومبرغ».
ويعني هذا أن أمام «غوغل»، الذي يحتفظ بالمرتبة الأولى بين محركات البحث بواقع 100 مليار عملية بحث شهرياً، الكثير من العمل لمواكبة النمو المتسارع في شبكة الإنترنت التي تضم 30 تريليون عنوان فريد من مواقع وتطبيقات وغيرها، بجانب تحسين قدرته على إدراك العلاقات المتبادلة بين العناصر التي يبحث عنها المستخدمون.
وبحسب ما قالت مديرة إدارة المنتجات في «بحث غوغل»، تمار يهوشا: «فلدى الناس دوماً تراكيب متنوعة لما يبحثون عنه طوال الوقت»، مضيفة: «نحن بحاجة إلى فصل العناصر التي نفهمها، وهي عملية متواصلة».
ويتولى «غوغل» مسح 20 مليار موقع إنترنت يومياً، بحثاً عن بيانات جديدة لإضافتها إلى نتائج البحث. وبجانب ذلك يسعى مهندسو «غوغل» إلى تحسين قدرة محرك البحث ليقدم إجابات أكثر من عرض لمواقع الإنترنت التي تحوي كلمات البحث، مثلما وصف أحد مؤسسي الشركة، لاري بيج، محرك البحث المثالي بأنه «يفهم تماماً ما تقصد، ويعطيك ما تريد بدقة»، أو مثلما تخيل المسؤول عن تطوير بحث «غوغل»، أميت سنغال، في طفولته حاسوب يستطيع الإجابة عن الأسئلة مباشرةً.
وكان من بين تحركات «غوغل» في هذا الشأن إطلاق خدمة البحث الدلالي التي أطلقت عليها اسم «نوليدج غراف» قبل عام تقريباً، والذي وصفته الشركة الأميركية حينها بخطوة تجاه بناء الجيل الثاني من البحث. ويمثل «نوليدج غراف» قاعدة بيانات هائلة من مصادر متنوعة يتم تنقيحها لتُميِّز الموضوعات والأشخاص والأحداث، والصلات المتبادلة بينها بطريقة تقترب قليلاً من الأسلوب البشري.
ويحاول «نوليدج غراف» فهم أسئلة المستخدمين والروابط بين ما يكتبونه في مربع البحث، وتقديم إجابات أقرب إلى المعنى المقصود وملخص للمعلومات المطلوبة في إطار جانبي، ويتيح في كثير من الأحيان نتائج أكثر دقة مقارنة بالبحث المعتاد، كأن يبحث المستخدم عن «تاج محل» لتظهر معلومات جانبية حول المعلم الأثري الهندي، ومطعم أو فرقة موسيقية تحمل الاسم نفسه، بجانب عناصر ترتبط بالكلمة يتم تطويرها اعتماداً على عمليات بحث المستخدمين الآخرين.
ومنذ مايو من العام الماضي، حين بدأ «نوليدج غراف»، توسع ما يضمه من معلومات من 500 مليون عنصر، و3.5 مليارات معلومة حول العلاقات المتبادلة فيما بينها، ليصل إلى ما يزيد على 570 مليون عنصر، و18 مليار حقيقة حول الروابط بينها. وعلى الرغم من ذلك تظل قدرته ضئيلة للغاية مقارنة بالعقل البشري الذي يتمتع بـ100 مليار خلية عصبية، و100 تريليون من الموصلات العصبية.
ويقول مدير الهندسة في الرسم البياني للمعرفة، جون جينانردا: «يغطي الرسم البياني للمعرفة الأشخاص والأماكن والأشياء والأحداث، لكن هناك الكثير ما لا يعرفه. ما لدينا هو ما يعادل 1٪ فقط».
وتُوسع «غوغل» تدريجياً محتوى الخدمة لتشمل لغات ومجالات مختلفة، كما تعتمد عليه لتزويد خدمة المساعد الشخصي «غوغل ناو»، المتاحة للأجهزة العاملة بنظامي «أندرويد» و«آي أو إس»، ببيانات حول الموضوعات المختلفة والشخصيات والأحداث ليُقدم الإجابات اللازمة لمستخدميه. وتركز خدمة «غوغل ناو» على تحويل عملية البحث إلى ما يشبه تبادل الحديث وطرح الأسئلة بين الأشخاص في الحياة الواقعية، من خلال تطوير إمكانية التعرف على الصوت.
وتهدف لتقديم معلومات قد لا يتوقعها المستخدم، اعتماداً على ما بحث عنه سابقاً، والمعلومات التي يزود بها التطبيق، وتُعرض كأحاديث صوتية أو بطاقات لمعلومات حول المناسبات المهمة وحالة الطقس والمرور ورحلات الطيران.
المصدر" الإمارات اليوم "