GuidePedia




---
تفويض اللجان الشعبية وقائدها بالترتيبات اللازمة في السلطة بصنعاء - بعد انتهاء مهلة الأيام الثلاثة كما جاء في بيان لقاء الصالة الرياضية.
،،،
حسناً، وبصرف النظر عما سوف يكون قبل أو بعد المهلة؛ ما الذي سيمنع، بالمثل، من تفويض اللجان الشعبية في عدن بأخذ ترتيبات مماثلة؟ ومن الوارد جداً أن تظهر لجان شعبية محلية في كل محافظة وتفوَّض بأخذ حقها في الترتيبات وتنصيب السلطة التي تراها مناسبة.
عندها تكون حجة، التحرك لوقف تمزيق اليمن إلى أقاليم، قد مزقت اليمن إلى أكثر بكثير من 6 أقاليم فقط.
،،،
من السطحية والارتجالية بمكان، تصور أن ستدخل اليمن بأوسعها في دين اللجان الشعبية خاصة أنصار الله، بمنطق القوة والسلاح.
اليمن معبأة بالأسلحة والغرَّامة. وما لم يُدعَ الناس جميعاً، بمنطق المواطنة المتساوية إلى تفويض سلطة شرعية ودولة جامعة، وما لم يكن الجيش والأمن وحدهما قوة الدولة ومالك القوة الوحيد، فإن الناس يستحيل إرغامهم وإلزامهم إلى منطق وصاية يتبنى السلاح منطقاً ومصدراً للشرعية.
،،،
من الخطأ بمكان أن تقاس الأمور هكذا، وإلى ميزان القوة النسبية تماماً والآنية، المتحدثة في الأثناء. لعل ما يمنحها هذه الميزة الاعتبارية (الآن) ليست عوامل ذاتية، وإنما لأن القوى المحتملة والواردة بكثرة تمارس الصمت لأسباب كثيرة يصعب تنزيلها في سطر من كلام.
،،،
من مصلحة أنصار الله العدول سريعاً عن منطق الغلبة وعن أخذ ولعب دور اللاعب الوحيد وصانع الألعاب واللاعبين. عليها أن تفكر بالصيرورة سريعاً إلى جماعة سياسية، لا أن تسترسل في أحاديث النفس بتحويل البلد إلى جماعة مسلحة تسمى أنصار الله وترفع الصرخة وتشير إلى زعيمها بسماحة السيد!
،،،
إضعاف الدولة ودورها وجيشها وأمنها ومنطقها، ليس هو السبيل المنشود لبناء دولة، بل لهدم ما تبقى. ولن يمر على اليمنيين أمر بالفرض، كأن يدينون لدولة تمتلكها أو تتملكها جماعة مسلحة لا تظهر حرصاً على مكافحة محاذير التضاد المفخخ، إن جغرافياً أو فئوياً (..)
،،،
ولا يجب أن يداخل العقلاء أي شك، في أن هذه هي، أيضاً، الشروط المواتية نفسها لتورط جماعة الحوثي بطريقة مثالية في مستنقع التحول إلى خصم وغريم يوحد ضده الغالبية ويناولهم أسباب الإحاكة به وتبدأ دورة معكوسة.
على أنه، أيضاً، من اللازم التأكيد بأن هذا وذاك ليس في مصلحة اليمن ولا اليمنيين. إن كان ثمة قليل من صدق ومصداقية في الشعارات التي تخطب باسم اليمنيين ويمنهم، فعليها ورافعيها أن يراجعوا حساباتهم، وأن لا تجرفهم غواية القوة إلى منكسر يغفل عن رؤيته المخطوفون عن الرؤية.
***
لا أسكر من وهم القوة المُسكرة. ولا أقتل منها لصاحبها.
البردوني لخصها شعراً:
حماقةُ ذي القوى أقوى عليهِ ... وأقتلُ للتبَجُّحِ والمُبَجِّحْ

Facebook Comments APPID

 
Top