...
عاد بن عمر مجدداَ ، يمارس دوره كمعتوه محظوظ في أيام كهذه ، عاد لترتيب الفوضى التي أحدثها ، عاد متكأً على الآثام والخطايا والوهم الذي صنعه في طريقه ، ليغرس فينا فعل فادح آخر ، جاء راكضاَ وقد أسدل في وجهه ستار فصول المشهد النهائي ، كيف تتجاوز الصورة الذهنية لسطوة العبث المتفاقم كي ترتب هدوءك وتتهيأ لمراسيم احتفاءً يليق بكل الحماقات والكوارث التي ارتكبت بحقنا ، جميعهم حمقى ، لا يكفون عن التحدث نيابة عن الشعب والاستيلاء على إرادته ، كأنهم كمن يكدس أوهامه في حفرة مهجورة .
منتهى البؤس أن تخذلنا الأحزاب ثم نمنحها انتظاراَ آخر ، ومنتهى الجبن والإخفاق والتواطؤ أن تتردد القوى وتلتزم الصمت في توقيت لا يحتمل المراوحة ، كانوا أجبن من إصدار بيان عاجل يواجه إعلان خطأ في توقيت خطأ ، وكانت سنواتهم تشبه هذا الصمت الملوث والمشبوه ، يتسرب أنهم في انعقاد دائم ، وأظنهم الآن يرتجفون منذ أن جعلهم الإعلان الدستوري خارج الحلبة ، وكأنهم بلا قيم وبلا مسؤولية أخلاقية تتحتم عليهم البقاء أكثر قوة وصلابة إزاء ما يتهدد شغفنا بوطن يحكي وجودنا الضارب في أعماق التاريخ .. الأحزاب وقادتها تختبأ كما تفعل اللصوص ، فيما الحوثي يتقدم كبطل ومخلص لما تورطت به البلد ، اعتلى نشوة الانتصار ليخاطبنا بأيها الشعب العظيم ونبرة صوته الواثقة تشي بحضور متفرد لشخصية وطنية مؤثرة..
نعيش تحت طائلة الاستفزاز اليومي ، ولازال البلد ينزف المزيد من المغامرات الغير محسوبة ، وتقذف بنا نحو الهاوية التي تتربص بنا منذ أمد ، لا شيء يصلح للوقوف الذي يليق ، قرارات وتدابير سمجة تطال اعتبارية الأشياء المتصلة بالحكم ، لسنا أمام دولة تجبرك على مناداتها ومخاطبتها بمنطق الدولة ، أريد أن أتذكر شيئاً يبرر كل هذا الوجوم ، فلا أتذكر غير أحزاب كل ما تقوم به أنها تفتت أحلامنا بوطن جميل وتذرها في طريق الخيبات ووجع الدروب ..
عليهم أن يغادروا الذاكرة ، ويدعونا ننام ، نريد أن ننام بهدوء ، بعد أن ننفث من صدورنا المثقوبة دخانهم وما تسببوا به من أرق مستفحل ، لن نتحجر كي نسقط في ترهات هذه الأيام ..
ولم يعد بإمكان أحد خداعنا ..!