...
الكُتّاب قد يقرأون، في أعمالهم الأدبية، انحطاط الواقع كمحنة إنسانية، يشخصونها ويختبرونها، ضمن حال انحطاط عام. لكن، هناك أيضاً من يأتي ليقرأ العمل الأدبي في ضوء انحطاطه هو، فلا يرى في النص سوى الانحطاط الذي يعيشه، الانحطاط الثقافي والاجتماعي؛ ولهذا تكون القراءة مشوهة ومرتبكة وغير متفحصة، أي ناتجة عن انحطاط القارئ في هذا الواقع المنحط. فهو مثلاً لا يقرأ في عمل يتناول الجنس سوى الصورة الظاهرة منه. لا يرى في الكبت الجنسي وعلائقه الاجتماعية المقموعة أي انحطاط، وإنّما يرى الانحطاط في الجنس بذاته!