عبدالزهرة الطالقاني
...حقيقة تُعبر العملية العسكرية الكبيرة التي شنت ضد اليمن السعيد عن مدى تفاهة الحكام العرب ، زعماء لم يرثوا من التاريخ سوى الموبقات ، وأسوأ مافعلته الاقوام التي عاشت في القرون الأولى ، ففي الوقت نفسه الذي كانت فيه فلسطين تئن ، والقدس الشريف تحت نير الاحتلال الصهيوني فان العرب يجمعون قواهم من كل حدب و صوب ، ليلقنوا حوثيي اليمن درسا ، وينصروا القاعدة وداعش هناك ، بعد ان ارتكبت الجرائم بحق اليمنيين .. فهذه الحرب الضروس التي شنت على الشعب اليمني المغلوب على أمره ، والباحث عن الأمن والسلام والعيش بكرامة ، تنبري “مملكة الشر” كما كان يطلق عليها قائدهم صدام للعدوان على اليمن ، مستجمعة فلول العرب المنهزمة من كل مكان ، والذين يستأسدون دائما على أبناء جلدتهم .. وحاولوا ان يظهروا بمظهر المقاتلين الاشداء ، فنزعوا غيرتهم ، واغاروا على الناس في المدن اليمنية .. ومن غرائب حكام العرب انهم جمعوا مرتزقتهم من مصر ودول الخليج والمغرب ، وعُززت جمعهم من أفغانستان وباكستان . مايدل على انها حرب طائفية بامتياز ، ليس فيها من الشهامة شيء ، ولا العروبية ولا الشرف .. فهذه الحشود لم تنصر غزة عندما واجهت الكيان الصهيوني بحرب ابادة شنت ضدها ، بل ان آل سعود اعتبروا تمرد الفلسطينيين في غزة خروجا على طاعة ولي الامر ، ولابد من تأديبهم ، ولذلك قال احد المسؤولين الصهاينة (إسرائيل والسعودية في خندق واحد) الجولان المحتلة منذ 50 عاما لم تهتز لها الشوارب السعودية ، ولا ايه شوارب أخرى في الخليج .. والضفة الغربية محتلة وهؤلاء الحكام العرب ، صامتون ، مهادنون ، مخذولون ، لم يرفعوا عقيرتهم حتى بصرخة .. لكنهم انتفضوا الآن عن بكرة ابيهم لإنقاذ قاعدة اليمن من الاحتلال الحوثي .. كما نصروا القاعدة وداعش في كل مكان سواء في سورية ، ام العراق ، ام لبنان … ولهم سوابق في ذلك حيث قامت القوات المنهزمة التي تدّعى درع الجزيرة بقمع ثورة البحرين ، واليوم تعيد الكرة لاعادة الاعتبار لمن يتبنون العنف والأفكار المتشددة المتخلفة ، وكم حاولت التدخل في العراق بحجة تقديم الدعم ، لكن العراقيين ادرى باهداف هؤلاء الذين طالما اصطفوا طائفيا ، للدفاع عن من يفجر المدن ويفخخ السيارات ويزرع العبوات.