عبدالمجيد التركي
...ذات يوم، قال عبدربه منصور هادي: سأدافع عن صنعاء بروحي وأولادي.. لكنه فرَّ من صنعاء إلى عدن حين أحس بالخطر يدق باب منزله، ثم فرَّ مرة أخرى من عدن لاجئاً إلى أرباب نعمته وأولياء أمره..
وقبل ذلك أباح صنعاء، فمنذ أن جلس على كرسي الرئاسة حتى سال الدم في كل شارع، وصارت اليمن مسرحاً للاغتيالات والتفجيرات وقطع الطريق وضرب الكهرباء والانفلات الأمني وانعدام المشتقات النفطية.
فلم يحدث، عبر التاريخ، أن شهدت صنعاء كل هذه الأهوال، وكل هذه الفجائع إلا في عصر هادي، الذي يستحق أن يُطلق عليه لقب "حقبة الموت".
لم يكتفِ هادي بكلِّ هذا، ولم يكتفِ بالحروب الطائفية والقـتل المجاني، والتـفجيرات المحلية، فقد أباح صنعاء للقصف والعدوان الخارجي، وقام باستدعاء عشر دول لقصف صنعاء بالطائرات والصواريخ بكل حقد، وكأنه ينتـقم من اليمن ومن صنعاء التي أعزَّته بعد أن كان ذليلاً، وكسَته بعد أن كان عارياً، وجعلته يتحدث بعد أن كان صامتاً لحين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً..
لماذا لم يقم هادي باستدعاء هذه الدول لنجدة اليمن وإعمارها بدلا ًمن انتهاكها وتدميرها.. ولا أظن أن هذه الدول كانت ستهبُّ بهذه السرعة لمساعدة دولة شقيقة تعرضت لكارثة أو لفيضان أو زلازل، لكنهم لداعي الشر أسرع تلبية وأكثر إنفاقاً، ونفاقاً.. وصل هادي إلى الرياض ليلبس ثوباً خليجياً ويضع على صلعته شالاً، كأنه بهذا يؤكد ولاءه لأسياده، في مشهد مليء بالنفاق والتزلف.. بينما بقي علي عبدالله صالح لأشهر يتلقى العلاج في الرياض، وظهر على التلفزيون وهو بثوبه اليمني.