.......................................
الكل يفهم العنصرية كما يريده هو، ويمارسها دون أن يشعر، كالسوداني الذي سئل :لماذا تنطقون القاف غينا ....فقال :من غلك يازول، يقصد "من قلك "، وهكذا الحديث غير الممارسة.!
سأسألكم، أليس في ثقافة البعض أن المتدين الملتحي "وحش متعجرف "، وفي نظر آخرين أن من ليس لديه لحية "متفلت ممسوخ ؟!
أليس في نظر البعض أن الغني يحترم ويبجل ويقام له، والفقير يزدرى ويحتقر ويجلس في نهاية المجلس هناك قرب الباب؟
أليس في مجتمعاتنا في نظر البعض ثمة أناس أشراف، ذوو نسب، وآخرون عبيد كالأغنام أو "الكسب"؟!
أليس ثمة أناس يتزلفون للحكام والمشائخ والأعيان، ويستخدمون التملق الوشاية للتقرب من كل ذي سلطان ؟!
أليس ثمة أناس نعاملهم معاملة خاصة، فنرفعهم ونقربهم وإن كانوا لا يستحقون لكونهم موافقون لنا، أو خدم لنا ؟!
أليس "من ليس معنا فهو ضدنا" قاعدة لدى الكثيرين في مجتمعاتنا الهزيلة التي لا تقدر للإنسان كرامته ؟!
أليس لكل أسلوبه الخاص في التعبيد والتركيع والتطويع ؟!
أعرف أن الكثيريين لن يعجبهم كلامي، ولن يروق لهم طرحي، لكننا فعلا من صنعنا العنصرية، كل بمفهومه الخاص، وطريقته المثلى.!
والحل يكمن في التعمق في دراسة منهج الإسلام من منابعه الصافية، ومن مصادره الموثوقة، والأخذ من روايات متعددة، والتعلم على يد علماء ربانيين، ومثقفين مستقلين، وأكادميين يقدرون شرف المهنة، ويستشعرون المسؤولية في حمل الأمانة؛ وإلا فقد كثرت المكايدات، وزادت التعبئات الفئوية،وضعف الوازع، وتخالفت الأفهام، وتداخلت الأفكار تداخلا غير محمود، فقل أن تجد من ينظر بالشمولية، ويسعى في اللملمة، ويهم أمر أمة؛ لأن الغالبية العظمى قد غرقوا في مستنقع العنصرية، وعجزت أهواؤهم عن التفكير بالنهوض، لأن ذلك يعد عيبا في قانون الأعداء، وتصادما في مصالح الدنيا الزائلة، وتحالفا في غير محله،لأنه تحالف الضعيف مع الضعيف. !!!!!
ونسوا أن الله هو القوي القادر، والإجتماع قوة، والتفرق والعنصرية عذاب.!