...
يدل تصاعد الدخان الأبيض من كنيسة السيستين في الفاتيكان على أن الكرادلة قد اتفقوا على اسم (البابا) الجديد.
ومن باب الاستعارة تدور نقاشات يمنية على مواقع التواصل حول أي المداخن التي سيصعد منها الدخان الأبيض إيذاناً بتسمية (البابا) الجديد الذي سيخلف الرئيس المستقيل.
ثمة (3) خيارات.. فندق الموفنبيك الذي تدور فيه نقاشات لكرادلة الأحزاب يقودها جمال بنعمر أحدها.. المؤسسة العسكرية التي التزمت الحياد تجاه الصراع الدائر حتى الآن، خيار ثان.. محافظة صعدة حيث يقيم زعيم جماعة أنصار الله التي تقبض على زمام الأمر. فأي الخيارات يمكن أن يكون الرهان عليها كاسباً؟
بالنسبة إلى (الموفنبيك) لدى اليمنيين تجربة مريرة مع مخرجات هذه المنشأة، فخلال عام من النقاشات التي قادها نفس الـ(بنعمر)، خرج نحو ستمائة شخص بــ(كتيب) أهم فصوله تمزيق اليمن إلى ستة أقاليم والتمديد لأفشل سلطة في تاريخ البلاد التي دخلت قلب العاصفة بعد ذلك.
ولن يأتي الحل العاجل لأعظم مشكلة خلال ساعات من أشخاص فشلوا خلال عام من النقاش في تدبير مخرج لنفس المعضلة، وسيكون الرهان على ما سوف يتمخض عن الموفنبيك بمثابة إنذار استراتيجي يدعونا لربط الأحزمة والدخول من جديد في الحلقة الأخيرة من الإعصار.
إذا أصر المشترك على تجاوز الحل الدستوري فإن أحزاب اللقاء لن تخسر الفرصة في المشاركة فقط، بل ستخسر الفرصة مع ماء الوجه؛ سيكون الاتجاه إجبارياً نحو خياري الحسم العسكري أو الحسم الثوري، وربما الخياران معاً.
الاستمرار في الاعتقاد أن جمال بنعمر يقود عملية ناجحة في (الموفنبيك) عمل من قبيل أن بمقدور خبير متفجرات أن يجري عملية جراحية ناجحة في القلب.
ما تعيشه اليمن اليوم ليس أزمة سياسية وحسب، ولكننا داخل سفينة مثقوبة تحتاج عملية إنقاذ سريعة.