جـلَّ وجهــي عن احتمـالِ الكســوفِ
هــذهِ الشمسُ ... حـبَّـةٌ في قطــوفي
عابَ بعـضُ الكبـار"1" " كـاملَ " بوحي
فـإليكــم مواجـعــي في " الخفـيفِ"
شـارعُ الحــزنِ في المدينـةِ ... قلبي
والرزايــا ... على امتـدادِ الرصـيفِ
كنـتُ وحـدي ... أسـُدُّ بالصبرِ شوقي
حين ضــاقتْ على الشــجونِ كهـوفي
ليس شـِـعراً كتبتُ فيـكِ ... ولـكـنْ
هـو قلبـي ... أذبتُــهُ في الحـروفِ
فاحضنيــني سـحابةً من جــراحٍ
واقرأيــنـي ... قصيدةً من نزيـفِ
ربَّ بيــتٍ مؤصـَّـلٍ في جمـالٍ
قـد حكى " اليوسـفيَّ" "عبدَ اللطيفِ "
أنا فصــلُ الجمـالِ ... فالتمسيني
بين نابِ الشـتا ...وضرسِ الخريفِ
******* ********* ********
على حقــلِ ألغــامٍ من الشــعرِ واقفُ
ورأسُـكَ مرفـوعٌ ... وبوحُـكَ عاصفُ
بصـقتَ بوجـهِ الخـوف .. فارتدَّ خاسئاً
وغيـرُكَ في القصـرِ المُشـيَّدِ راجـفُ
إذا صار قلبـي غيـرَ قلبي ... نزعتُـهُ
فمـا يسـتوي ليثُ الشرى .. والزواحفُ
إذا دوَّنَ الأشــعارَ بالحـبرِ ناظِــمٌ
فهـذا دمي .. حبري . إلى الحشرِ نازفُ
توحَّــدتُ مـع وجهـي على كلِّ حالةٍ
كمـا اتحـدتْ في العالمين المصـاحفُ
***** ***** ******
في زمـــان الـذلِّ بعـنا الأنـَفَـة"2"
وهَـوتْ عنـّـا بقــايـا الأغلِـفَـة
ليـس هـذا زمــن الحــبِّ فمــا
عــادت الأطــلالُ تغـري "طَـرَفة"
"وامـرؤُ القيـسِ" وحــيـدٌ قـابــعٌ
في زوايـا " البــارِ " يبكـي شـرفه
وحصــــانٌ كـان جلمــوداً إذا
حـطـَّـهُ السيــلُ تحـينُ الآزفـة
كيـف يغـزو الرومَ والفـُـرْسَ بهِ
وهـْو يستجــدي مسـاءً علفــه
أيـُّهـا الشعـبُ الذي مـن ذلـِّهِ
جـُـرِّعَ القمــعَ إلى أن ألـِفـه
أمتــي كـم مُـبـدعٍ شـرْدتـهِ
زادهُ الوجــدُ وبَـرْدُ الأرصـفة
أمتـي يـا قصَّـةً مُـحـزنـةً
تُحـزنُ الحـزنَ فيبـدي أسـفَه
تطلبــينَ العـزّ من غيـرِ دمٍ
مثـلَ من حـجَّ وألغـى عـرفه
تـرقبُ النـورَ وذا حَـجـَّاجُهـا
كلمـا أشــرقَ بـدرٌ خَسَـفـه
يمســكُ القـانونَ من لحـيتهِ
كلمـا أبـدعَ لحـنـاً عَـزَفـه
كلمـا الحـجّــاجُ ألقى خُطـبةً
شكـرً الأمـنَ وأطـرى صُحُفه
نرتجـي النصـرَ وذا حجّـاجُنا
كلّمـا أيــنـعَ رأسٌ قطـفـه
****** ****** ******
جفــونُـكَ مِـقصـَـلةٌ للطيــوفْ
تطـوفُ المنايا بها ...إذْ تطـــوفْ
على قلبِكَ الجســر ... كـم عابرٍ
إلى المـوتِ قد سـبقتْـهُ الأُلـوفْ
كأنَّـكَ والحــبَّ ثلـجٌ ونــار
وقطـرةُ " زئبقَ " بين الكـفوفْ
فسـبحانهُ ... واهـبُ المعجزات
عشقتَ ... فغيَّرتَ طعمَ الحروفْ
***** ***** *****
أشـــدُّ عليَّ من ضـربِ الســيوفِ
طمـوحي في مواجهــةِ الظــروفِ
ســترتُ عن العيون حقـولَ قمحـي
وشــاركتُ المواجـعَ في رغــيفي
فيا ذاتَ العيــون الســـودِ رفقـاً
بشـاعركِ المحـاصـرِ بالحــتوفِ
فتحـتُ لطيفــكِ المجـنونِ قلبــي
وحيــداً ... عندَ مُـزدحمِ الطيـوفِ
***** ***** *****
أشـعتُ في الصدرِ : إني عنـكِ منصـرِفُ
فـأذَّنَ القلــبُ : "إني مـُدنفٌ ... تَـلِـفُ
إني نهضــتُ بمـا حُـمِّـلتُ من وجــعٍ
ومن طمـوحٍ .. ومن شوقٍ ... وكنتُ " كفو"
رحلتَ بي عن قلــوبٍ كنـتُ تـوأَمَـهـا
وكنـتُ طــوعَكَ ... حتى للذين وفَــوا
فلا تـُراهـنْ على صــبري وتلبيتــي
لمـا عــزمـتَ : فإني بعـدها .. أقفُ"
***** ***** ******