بالأمس لم أحتفل بيوم ميلادي
بالأمس
أحتفلت بسداد آخر أقساط التلفاز
نعم ..
و ذلك لأنني- لأول مرةٍ - أشعر بأن كل ما أشاهده من برامج وأغنياتٍ وأفلام صارت - كاملةً -ملكاً لي ..
قمصان نيكولاس كيج و دموع عبلة كامل
شامة داليا دائل و صرخات أميتاب باتشان كلها آلت ملكيتها بالكامل لي وحدي ..
حتى بيتزا العم جدو و "النمر الضخم الواقعي الطائر" أحسست بأن أطفالي سيصبح بمقدورهم الأن يستمتعوا بمغامراتهم أكثر من أي وقت مضى ..
بالأمس أيضاً أعدت علاقتي بقنوات الأخبار
مررت بجوار محمد كريشان وهو يتحدث إلى مراسل متحمسٍ
و لوحت لريما مكتبي لكنها لم تعرني أهتمامها
ذهبت إلى أبعد من هذا
عبرت حشداً مذعوراً وكاميرات مرتبكة وهواتف ذكية ترصد الأحداث
تجاوزت شرائط صفراء ورجال شرطة ينفخون راحاتهم من البرد
عبرت أدخنة لسيارات محترقة
و تنقلت بين أشلاءٍ وشظايا وقطع زجاج أمتزجت باللحم
أشحت بحواسي بعيداً عن بكاء أرامل جدد وأطفالٌ طغى الرماد واليتم على ملامحهم
غادرت بعدها إلى foxmovies حيث داعبت سكارليت جوهانسن
وأحتسيت مشروباً مع الأطفائي خواكين فينكس
عند الفجر
كنت أغتسل وانا أمتدح تلفازي الرائع
وأراقب بإرتياح بعض القتلى وهم يسيلون على أرضية الحمام ،
لأول مرة أيضاً
أستخدمت عند أغتسالي ليفة غليظة
فركت بها جسدي وأزلت بعض الجرحى والمفقودين
ممن علقوا-أو ربما تشبثوا- بي خلال سهرة البارحة
بالأمس ..
لم أحتفل بعيد ميلادي
بالأمس ..
العالم كله
إحتفل بي .