صنعاء/سبأنت...
أكد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ان الأزمة السياسية التي نشبت مطلع العام 2011 كانت كارثة حقيقية على اليمن وكادت ان تقضي على أمنه واستقراره ووحدته لولا عناية الله سبحانه وتعالى الذي جنب اليمن ويلات الحرب الأهلية والتشظي والانقسام .
وكشف الأخ الرئيس خلال حضوره اجتماع الهيئة الوطنية العليا لمراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل عن طبيعة الاتصالات التي جرت يوم تنفيذ العملية الإرهابية على جامع النهدين مع البيت الأبيض الأمريكي والتواصل مع الرئيس باراك أوباما والذي ابلغه بالقرار الذي اتخذته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والقاضي بالتراجع عن قرار إجلاء أعضاء السفارة الأمريكية والسفارات الأوربية بصنعاء ،بعد ان أكد للرئيس أوباما ان قرار الإجلاء الى جيبوتي سيكون بمثابة إتاحة المجال للحرب الأهلية وكان قرار الدول الخمس بالتراجع عن ذلك بهدف الوقوف الى جانب اليمن حتى لا يذهب الى حرب أهلية .
وأشار الاخ الرئيس الى انه لم يتسلم إلا العلم الجمهوري وكان الوضع على أشده من الانقسامات والحرب والمتارس في شوارع صنعاء وبعض المحافظات حيث كانت الانقسامات على أشدها بين الجيش والامن وحتى المجتمع .
وقال " بعد توقيع المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية في الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية دخلنا في الحوار وغلبنا الحكمة وتحاور الجميع على طاولة التفاهم والتقارب بعد ان كان الجميع في متارس حربية وقتالية".
وأضاف" هناك أيضا قوى الخير وقوى الشر وقد تمكنت قوى الخير من تغليب المصلحة الوطنية العليا من اجل العدالة والحرية والمساواة والخروج باليمن الى آفاق الإخاء والوئام دون ظالم او مظلوم وتحت راية الديمقراطية والوحدة والعدالة والمساواة من اجل ان يلحق اليمن بركب الأمم الحديثة والمتحضرة في القرن الواحد والعشرين وعلى ان لا يبقى في محطة القطار منتظرا المستقبل المجهول ولهذا فكانت قوى الخير أقوى من قوى الشر المتخلفة التي لا تعي المصلحة إلا من باب ضيق يخدم مصالحها الشخصية والأنانية" .
وأوضح الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ان على قوى الخير التكاتف والتلاحم والتماسك من اجل إنجاح التحول السياسي في اليمن بصورة كاملة ، مشيرا إلى أن العالم على المستوى الإقليمي والدولي يدعم اليمن من اجل هذه الغاية النبيلة.
ونوه رئيس الجمهورية الى أن قرار الأمم المتحدة 2014 يحمل تحذيرات مهمة ضد الذين يذهبون بنواياهم الخبيثة الى تعطيل مسيرة الوفاق والاتفاق والتحول والتغير الديمقراطي في اليمن ..مؤكدا ان اليمن قطع شوطا مهما في طريق انجاز التحول السياسي وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وقال "خرج الحوار الوطني الذي دشن في 18 من مارس عام 2013 بنتائج وطنية تمثل منظومة حكم جديدة مرتكزة على أساس التوسيع في الوظيفة العامة والمشاركة في الثروة والسلطة بصورة تكرس العدالة والحرية والمساواة وعلى أساس الحكم الرشيد وتحت مظلة الديمقراطية والوحدة في دولة اتحادية تنتهي فيها المركزية وتمثل حكما محليا كامل الصلاحية" .
وأضاف قائلا " إننا اليوم ندشن مرحلة أساسية ومهمة في طريق تطبيق الدستور الاتحادي الذي عكس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل كاملة في أحكام ومواد دستورية التزمت بترجمة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ".
وتطرق الأخ الرئيس الى عدد من القضايا والمشاكل التي تبرز هنا وهناك ،وقال" لا بد من حل مشاكلنا كيفما كانت بالعقل والمنطق بدون اللجوء الى العنف المتمثل في الخطف والقتل ومختلف وسائل العنف"..مؤكدا ان ذلك لا يجلب إلا الدمار والويل للمجتمع.
واستطرد قائلا "نحن أمام مرحلة جديدة سيستفيد منها أولادنا وأحفادنا جميعا ويكفي ما أهدر خلال ما يربوا على نصف قرن منذ قيام الثورة اليمنية وحتى اليوم في الصراعات والانقلابات والمكايدات سواء كانت عسكرية أو قبلية أو مناطقية أو مذهبية ".
وأشار الأخ رئيس الجمهورية الى الحملة المسيسة والظالمة ضد اليمن بعد الحادث الإرهابي الجبان الذي حدث في باريس مؤخرا ..مؤكدا ان هذه الحملة الظالمة والمسيسة الهدف منها البحث عن ذرائع ومخارج تهدئ الوضع الداخلي .
وفي هذا الصدد بين انه ابلغ الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي بموقف اليمن من هذه الحملة ،وقال "ابلغناهم ان اليمن يعاني من تصدير الإرهاب إليه من مختلف الأصقاع والاتجاهات والجميع يعرف ذلك وقد خسر اليمن عشرات المليارات من الدولارات نتيجة ما يلحق به الإرهاب في مجالات الاقتصاد والاستثمار واستخراج النفط والغاز والسياحة ومختلف ما يرتبط بها من عمالات وأموال ".
وأشاد الأخ الرئيس في كلمته بالأداء المتميز والعطاء الوطني الرائع الذي أنجزته اللجنة الدستورية دون تأثير من حزب أو جماعة أو جهة وكان ذلك الإنجاز بما يملي عليهم ضميرهم وثقافتهم القانونية والدستورية والوطنية .
وأهاب باللجنة العليا لمراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل القيام بالمراجعة والتفحص والعمل على كل ما يخدم الشعب اليمني ومستقبله الوضاء.
وقال الاخ رئيس الجمهورية ” ان الذين يعملون على التعطيل ان يعو أننا في الطريق الصحيح ولا يمكن إعاقة هذا العمل الوطني الجبار و ربما ذلك يأتي بتوجيهات خارجية لإفشال مخرجات الحوار”.
وأضاف قائلا "اليمن شيء اخر ومصلحته فوق كل الاعتبارات والتوجيهات الخارجية وهذا الدستور ضمانة وطنية أكيدة للمستقبل القريب والبعيد واللجنة الدستورية التزمت بمخرجات الحوار الوطني كاملة .
وتطرق الاخ الرئيس الى سلبيات المركزية ، متسائلا “كيف بالله ان يحكم وزير التربية والتعليم ستة ملايين طالبا وحوالي 400 الف موظف ؟”.. مشيرا الى ان بعض المدارس لم يصلها الكتب حتى اليوم وفي حكومات الأقاليم الإدارية يمكن ضبط العملية بصورة دقيقة والسيطرة على المسالة التعليمية بصورة أكيدة من اجل تحسين مخرجات التعليم ومختلف المشاريع التنموية .
وقال "بعض المديريات لم يصلها وزير منذ قيام الثورة وحتى اليوم " معبرا عن أمنياته الخالصة للإخوة الذين هم ضد العملية السياسية أو مخرجات الحوار ان ينتهوا عن ذلك وان يلتحقوا بقوى الخير ويتركوا قوى الشر ويكفي ما ضاع من عمر اليمن شمالا وجنوبا بفعل قوى الشر الجنوبي الجنوبي والشمالي الشمالي ولا بد من تعاون جميع قوى الخير في اليمن كله وما هو غلط سيصبح غلط وسيظل غلطا ولا بد من السير نحو تحقيق العدالة والمساواة وبناء جيش وطني يخدم آمال وتطلعات الجماهير اليمنية قاطبة" .
وكان نائب رئيس الهيئة العليا لمراقبة مخرجات الحوار الوطني الشامل الدكتور عبد الكريم الارياني القى كلمة نوه في مستهلها بالجهود الحثيثة والعظيمة التي بذلتها اللجنة الدستورية برئاسة إسماعيل الوزير .
وقال "في هذا اليوم المجيد وفي هذا المكان خرجت اهم وثيقة وطنية وبهذه المناسبة نقدم الشكر الجزيل والتقدير العظيم للجنة الدستورية "، مؤكدا أهمية التعاون المشترك بصورة كاملة على غرار ما جرى في اللجنة الدستورية.
وقال "التعاون والعمل مسئولية وطنية أمام الله والشعب ولا يجب ان يتنصل منها احد وهذا واجبنا الوطني جميعا واليوم وأمامنا دستور الجمهورية اليمنية الاتحادية نكون قد حققنا اهم منجز في طريق مستقبل اليمن الجديد" .
من جانبه عبر رئيس اللجنة الدستورية إسماعيل الوزير عن الشكر والتقدير للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي .
وقال" في الحقيقة هذه لحظات تاريخيه هامة واستثنائية في تاريخ اليمن الجديد نسلم فيها نسخة من مسودة الدستور الذي تم إنجازه بعد جهد كبير بذله جميع أعضاء اللجنة" .
وأضاف" كانت اللجان تعمل ليل نهار وكانت النقاشات تجري وتتباعد وتتقارب كي يلبي الدستور الجديد الطموحات الكبيرة لأبناء الشعب اليمني كله وفي أطار الوحدة والديمقراطية".
وأشار الى ان التوافق الكامل وبصورة نهائية أنجز هذه الوثيقة الوطنية التي ستكون الضمانة الأساسية التي يقوم عليها نظام اليمن الجديد الاتحادي وهو ما يلبي طموحات وأمال الشعب العريضة من أقصى اليمن الى أقصاه.
هذا وقد تسلم الدكتور عبدالكريم الارياني نسخة الدستور باعتباره نائب رئيس الهيئة العليا لمراقبة مخرجات الحوار الوطني الشامل.