GuidePedia



تزايدت في الآونة الأخيرة حالة الغضب الشعبي المتصاعد جراء انقطاع الرواتب في عموم مدن اليمن، بإستثناء محافظتي حضرموت والمهرة، واللذين لم ينالهما النزاع المسلح.
ويطالب الموظفون بسرعة صرف مستحقاتهم المنقطعة منذُ ثمانية أشهر بعد أزمة اقتصادية عصفت ببلاد منهكة من الحرب المستعرة.
وتتبادل جماعة الحوثيين المنقلبة على الحكم منذ 21 سبتمبر 2014 والحكومة اليمنية الشرعية التي تتخذ من العاصمة المؤقتة عدن مقرا لها الاتهامات، في حين يعاني أكثر من مليون موظف من الفقر والجوع.

ويحمل الحوثيين سلطات الرئيس هادي الأمر، بعد نقل البنك المركزي إلى عدن بعد اتهامها بإهدار الاحتياطي الأجنبي لليمن، فيما تقول الحكومة أن الحوثيين لايوردون العائدات المالية إلى البنك.
ومع تصاعد حدة الوضع الاقتصادي والمعيشي المتفاقم في اليمن أصبح أكثر من 22 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة تصاعدت مع ذلك دعوات تنظمها النقابات العمالية تطالب بسرعة صرف الرواتب عبر وقفات احتجاجية.

وقفات احتجاجية 

رئيس نقابة عمال وموظفين أمانة العاصمة صنعاء، رفعت حسن، قال إنَّ الوقفة الاحتجاجية كانت لإيصال رسالة العامليين والموظفيين حول توقف مرتباتهم والتي لها سبعة أشهر في المحافظات الشمالية والشمالية الغربية حيث أدى عدم صرف الرواتب إلى كارثة إنسانية للمناطق الأكثر تضرراً والمناطق المنكوبة والتي كان لها نسبة نزوح كبيرة.
وأضاف لـ "مصر العربية" أنَّ أمانة العاصمة استقبلت ما يقرب من 2 مليون نازح من مختلف محافظات الجمهورية، وكان لمحافظة" إب" النصيب الأكبر، ناهيك على توقف رواتب عمال هذه المحافظات وكذلك توقفت مرتبات المتقاعدين، بالإضافة إلى تسريح كثير من العاملين في هذه المحافظات.
وأكد أن توقف الرواتب خلق أزمات كارثية، فالأطفال لم يواصلوا تعليمهم، وارتفعت نسب سوء التغذية بسبب المجاعة، مع انهيار القطاع الصحي وتفشي الأمراض والأوبئة.

وسيلة لتجويع الشعب

من جانبه قال نبيل الشامي، رئيس نقابة السلطة القضائية نبيل الشامي، إن المتظاهريين يقفون أمام الأمم المتحدة لإيصال رسالة لـ "ستيفن أوبراين" الوكيل المساعد للشؤون الإنسانية، وعليه أن يعمل بجدية تامة من أجل نقل الصورة الحقيقية الواقعية لما لمسه من خلال زيارته لليمن ومن خلال اجتماعه بنقابات عمال اليمن وما تم نقله إليه من مأساة إنسانية للموظفين والعمال.
وأشار إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي، لإيقاف نزيف الدم اليمني والضغط على المتصارعين بسرعة صرف رواتب الموظفين التي أستخدامت كوسيلة لتجويع الشعب وانهيار مؤسساته.

الجانب الاقتصادي والصراع المسلح 

ويضيف رئيس نقابة عمال السلطة المحلية، فواز الجرادي، أنَّ هناك وقفات احتجاجية ستنفذ وستوجه نداء إستغاثة إنسانية بشأن إيقاف الحرب وكذلك صرف مرتبات موظفي الدولة المنقطعة منذ سبعة أشهر وما سببته من مجاعة وكارثة إنسانية لم يشهدها التاريخ.
وطالب "الجرادي" خلال حديث لـ "مصر العربية" جميع السياسيين اليمنيين بالعودة لطاولة الحوار وتحييد الجانب الاقتصادي والبنك المركزي عن الصراع العسكري.
ويعيش اليمن نزاعاً مسلحاً أوقع أكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو37 ألف جريح ، بحسب الأمم المتحدة، التي حذرت من كارثة إنسانية محتملة في اليمن والذي بات أكثر من 90 % من سكانه بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة وسط تصاعد وتيرة الحرب.

Facebook Comments APPID

 
Top