لربّما لم يقصد إثارة البلبلة ولم يتعمّد تصدّر العناوين الأولى، ولا شك في أنّه لم يفكّر بإلحاق الأذيّة بوالده أو تشويه صورته بطريقةٍ أو بأخرى وسمعته، ولكن ما أقدم عليه ونشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "انستقرام" لم يكن حكيماً أو رصيناً البتّة، كما ولن يصب في مصلحته كشابٍ مصريٍ من واجبه أن يغدو مثالاً أعلى لكل الشباب بخاصّة وأنّه إبنُ نجمٍ مشهورٍ جداً في الساحة المصريّة خصوصاً والعربيّة عموماً، وهو عمرو دياب الذي قيل أنّه خسر عائلته نهائياً بعد دخوله القفص الذهبي من جديد.
نحن نتحدّث عن "عبدالله دياب" الذي أخطأ وارتكب زلّةً كبيرةً حين ارتدى قميصاً كان يدري أنّ عليه طُبع صورةً لسيّدتيْن عاريتيْن تتمايلان أمام الكاميرا من خلال إظهار مؤخرتيْهما الكبيرتين، صورةٌ لسنا بحاجةٍ إلى تقريبها لنرى بوضوحٍ هذه المفاتن وهذه التضاريس ولنرصدها بشكلٍ جليٍ لأنّ لون القميص الأبيض الساطع قد سلّط الضوء ومن دون أي لغطٍ على تلك التفاصيل الملوّنة التي لم يتنبّه هذا الشاب الوسيم إلى المشكلة التي قد يُحدثها بسببها، وها هو قد افتعلها بالفعل.
لم يكن ينظر إبن دياب الذي أكّدت بعض المواقع منذ فترةزواجه من الممثلة دينا الشربيني مباشرةً أمام الكاميرا وهذا ما أثار تساؤلاتنا عمّا إذا كان يقصد جذب أنظار الروّاد وتحديداً متابعيه ومعجبيه إلى هذا الرسم المطبوع الذي أدرك وفي قرارة نفسه بأنّ هؤلاء تحديداً سيتفاعلون معه بشكلٍ أو بآخر، وبالفعل هذا ما حصل، رسمٌ كان من المحبّذ لو تجنّبه هذا المراهق اليافع المتحرّر والمنفتح الذي عليه بطبيعة الحال أن يحترم القيم العربيّة التي ورثها عن أهله وتحديداً عن والده والتقاليد الشرقيّة التي تربّى عليها وتأسّس وترعرع حتّى ولو انتقل للعيش في الخارج.
نعم هو "خارجٌ" يتمثّل بالولايات المتحدة الأميركيّة التي يبدو أنّها بدأت تؤثّر به وعليه وبدأت تسلبه هويّته التي كان من واجبه الحفاظ عليها أقلّه احتراماً لوالده الذي يُزعم بأنّ زوجته الجديدة هي صاحبة سجلٍ أسود وخطير، كان عليه أن يفصل ما بين النمط الذي يعيشه هناك والنموذج الكامل والصالح الذي من الضروري أن يبلوره أمام الشباب المصريّين الذين ينتظرون دائماً أشخاصاً مثله تماماً ليحذون حذوه، وهي لمسألة ستصبح خطيرة بالفعل في حال حصل هذا الأمر الآن وسارع هؤلاء تحديداً إلى اتّباع خطواته وارتداء أزياء مماثلة ومشابهة لا تليق بهم وبمجتمعاتهم المتشدّدة والمتحفّظة.