GuidePedia


عن كثب/متابعات...

خسر محمد مرسي، خلال العامين الماضيين، رئاسته للجمهورية، ثم خسر حريته أيضا. والآن صارت  حياته نفسها في خطر بعد صدور حكم إعدام بحق أول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً مع 105 آخرين (بينهم 70 فلسطينياً) أمس 16 مايو بتهمة هروبهم من السجن إبان ثورة 2011.
ونجا مرسي من حكم آخر بالإعدام في قضية مختلفة، فيما اتهم مع العديد من أعضاء الإخوان المسلمين بالتآمر لزعزعة استقرار مصر مع قوى أجنبية. ومن غير المحتمل أن يتم إعدامه في وقت قريب لأن الطعون في مصر قد تستمر لسنوات وإعدام مرسي قد يكون مخاطرة بزيادة تأجيج مشاعر الإسلاميين الغاصبين أصلاً. سينظر في حكم الإعدام من قبل مفتي الجمهورية.
تمت الإطاحة بمرسي في 2013 بواسطة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، عقب مظاهرات ضخمة ضد حكم الأول. ومنذ ذلك الحين يسحق السيسي الإخوان المسلمين، ويعتبرهم جماعة إرهابية.  كما قتل المئات من مؤيدي الجماعة واعتقل الآلاف وسط حملة واسعة ضد المجتمع المدني. كما حكم على القائد الروحي للجماعة، محمد بديع، بالإعدام في إبريل الماضي. وكان مرسي نفسه قد حكم عليه بالسجن 20 عاماً بسبب التحريض على قتل المتظاهرين عام 2012. فيما وصفت منظمات حقوق الإنسان تلك القضايا بالمخزية.
كان مرسي ورفاقه من الإخوان المسلمين وبعض النشطاء وقت هروبهم محتجزين بواسطة الديكتاتور المصري السابق مبارك تحت سلطة قانون الطوارئ وبدون أي أوامر اعتقال رسمية.  خلال الاضطرابات عام 2011، استخدمت مجموعات من منظمة حماس الأنفاق على الحدود مع غزة ودخلوا إلى مصر، حيث حرروا العديد من السجناء وأطلقوا سراح مرسي ورفاقه، حسب ما يقول المحققون.
يصر السيسي على أن القضاء المصري غير مسيس، لكن يمكننا المقارنة بين طريقة التعامل مع مرسي والتعامل مع مبارك الذي قد يفرج عنه قريباً بعد 4 سنوات من الاحتجاز والافراج. كانت اتهامات بالفساد قد أيدت ضده في التاسع من مايو الجاري، لكن أغلب القضايا الأخرى كانت قد أسقطت منذ أطاح السيسي –الذي يعد نسخة من مبارك في نواحي كثيرة- بمرسي. شهد حكم السيسي نفسه مقتل المئات من المتظاهرين أغلبهم من الإخوان المسلمين.
وفي مناطق أخرى استفاد الإسلام السياسي من تركيز العالم السني على إيران. السعودية بالتحديد اتخذت نهجاً تصالحياً مع الإخوان وفروعهم لاحتياجها لمساعدتها في سوريا واليمن. كما تعد الإخوان عضوا بارزا في المعارضة السورية المقيمة بالخارج التي تحصل على مساعدات خليجية. أما في اليمن فالإصلاح، فرع الإخوان في اليمن، في صراع مع الحوثيين الذين تعتبرهم السعودية هدفا لهجماتها الجوية.
لكن لا تتوقع تأجيلاً أو إيقافا للأحكام الصادرة في مصر خلال المستقبل القريب لأن مرسي مازال يواجه محاكمتين أخرتين بتهم إفشاء الأسرار لقطر وإهانة القضاء.

Facebook Comments APPID

 
Top