الزعيم.......والمنجز العظيم
محمد العزيزي
..................
25 عاما هو العمر
الذي بلغته ؛ أي ربع قرن من الزمن مضى على تحقيقها ؛ نعم هي الذكرى الخالدة التي
يتفاخر بها كل يمني أمام العالم ؛ ذكرى أغلق فيها اليمنيون سجل الفرقة و الشتات ؛
و عودة اللحمة و الالتئام بين الأسرة اليمنية الواحدة منذ الأزل .. في هذه الأيام
العصيبة و تحت وطأت الحرب و العدوان يحتفل الشعب اليمني بالعيد الوطني لذكرى الوحدة و قيام الجمهورية
اليمنية في مايو عام 1990 م .
كان الشعب اليمني يمني
النفس في هذا العام بان يكون الاحتفال بعيد الوحدة المباركة مختلف و غير كل الأعوام
السابقة ؛ لان هذا العام هو اليوبيل الفضي لعيد الأعياد ؛ عيد الوحدة ؛ يوم قرر
الشعب إزاحة و تهديم الجدران العازلة ؛ و
فتحت اليمن الأبواب مشرحة لكل أبناء الوطن ؛ مودعة بذلك اليوم العظيم كل مآسي و
عذابات التشطير الجائر و الظالم و إلى الأبد .
22 مايو 1990م
سيظل نقطة مضيئة و مشرقة في جبين التاريخ و سجلاته فقد مثل هذا التاريخ خيارا أصيلا
و هدفا ساميا و عظيما و طموحا نبيلا ليس لأبناء اليمن و لكن للأمتين العربية و الإسلامية عموما ؛ و انجاز هذا الحلم الكبير للأمة
يعد مصدر قوة و عزة و شموخ لكل يمني .. و كان اليمنيون بهذا المنجز التاريخي قد
قدموا من خلاله نموذجا رائعا للانتصار في وقت كانت الأمة العربية تعيش حالة من
الضعف و الوهن و الانهزام و التشرذم ؛ كما هو حالها اليوم حيث تغرق بالحروب و
الصراعات و التفكك .
الوحدة اليمنية و
منذ قيامها أواخر القرن الماضي شكلت أول مشروع للإصلاح و التغيير في المنطقة
برمتها ؛ و لأنها كذلك حاولت الكثير من قوى الشر و العدوان على تفكيك هذا المشروع
القومي و العربي ؛ و الذي ظل شعار مرحلة عقود القرن الماضي ؛ و دعوات كل المناضلين
و القوميين و التحرريين في ذلك الزمن ؛ و تحقق في اليمن ارض العروبة و الأصالة .
في كل ذكرى تأتينا
بهذه المناسبة العظيمة و الغالية على قلوب كل اليمنيين دون أن نذكر صاحب الفضل في
تحقيق هذا المنجز العظيم الذي تحقق لشعبنا في تاريخه المعاصر ؛ و هو الزعيم علي
عبد الله صالح الرئيس السابق لليمن و الذي ارتبط هذا التاريخ و المنجز باسمه و
قيادة الحزب الاشتراكي ذلك الحزب الرائد و الذي لا يستطيع احد إنكار دوره في تحقيق
هذا المنجز العظيم .
إن أي إنسان عاقل
؛ حصيف مناضل ؛ و يعلم معنى إعادة الوحدة
اليمنية ؛ لا يستطيع أن ينكر ذلك الدور الريادي للمناضل الوحدوي الجسور الزعيم
صالح الذي بذل كل الإمكانيات لتحقيق هذا المنجز التاريخي و دخل به التاريخ من أوسع
أبوابه بغض النظر عن المآخذ التي يراها البعض في شخص الزعيم على صالح .
استطاع الشعب
اليمني بقيادة الزعيم صالح آنذاك أن يجعل من الوحدة اليمنية فرادة و خصوصية للنظام
الجديد لليمن عند اقترن نظام الحكم بالتجربة الديمقراطية و التعددية الحزبية و
حرية الرأي و التي ظل تحفل على الدوام بمحطات مشرقة ؛ كما انه استطع أيضا التحولات السياسية و الديمقراطية و تسليم
السلطة سلميا للرئيس الخلف بعد انتخابات تشريعية تعد الأولى في المنطقة العربية أن
يسلم الرئيس السلف خلفه السلطة ؛رغم محاولة البعض في السنوات الأخيرة تحطيم كل تلك
المنجزات و المبادئ السامية التي خطها كل الشرفاء من أبناء شعبنا العظيم .
ليعذرني من لهم
خصومة مع الزعيم صالح والذين قد لا يحلوا
لهم تلك الكلمات التي كتبتها إنصافا بحق الزعيم الذي قد حياته وفاءٍ لهذا الوطن و
للوحدة و خرج بعد محاولة اغتيال و عاد من ثلاجة الموتى و هدمت بيوته و حاربه كل
الحاقدين في الداخل و الخارج لأجل هذا المنجز العظيم و هو ما تسعى إليه دول
العدوان اليوم من تفكيك و تقسيم للوطن و على مرأى و مسمع من العالم العربي و الإسلامي
و الغربي أيضا بالتعاون مع حفنة من المرتزقة و تجار الأوطان ..
ألا يستحق منا أن
نذكره في احتفالاتنا بهذا اليوم و المنجز المبين ؛ اعتقد انه يستحق أكثر من ذلك
وفاءٍ و عرفانٍ للجهود التي قدمها أكان أصاب أو اخطأ فيها ؛ و باعتباري مواطن يمني ممتن لهذا الرجل و افتخر به
لأنه صاحب ذلك المنجز التاريخي أوجه له ألف
تحية بهذه المناسبة و عبره إلى كل أبناء الوطن عامة ؛ و دام وطننا عزيزا شامخ و
العار و الذلة للخونة و أعداء الوطن .. كل عام و انتم بألف خير .