GuidePedia


عن كثب/متابعات...

حول أحكام الإعدام الصادرة أمس:
الثورة المضادة تواصل هجومها العنيف وغير المسبوق في التاريخ المصري. هجوم لا يمكن مقارنته سوى بممارسات النازية والفاشية.
نعم نختلف مع جماعة الإخوان، ولكن اختلافنا معها لن يمنعها من القول أن أحكام اليوم بالإعدام بالجملة لمرسي وعدد من قيادات الإخوان جريمة لم ترد في تاريخ مصر الحديث، وهي لا تصب سوى في مصلحة الثورة المضادة، فضلا عن كونها مسرحية عبثية كاملة الأوصاف.
الأحكام بالإعدامات، التى طالت أكثر من مائة معارض، لم تحي الموتي فقط، وتقرر إعدام مناضل حمساوي قابع في سجون الاحتلال، ولكنها تشرعن للإعدامات كوسيلة للتخلص من المعارضين، ولعلها المرة الأولى في التاريخ المصري التى ترسل فيها أوراق فتاة في عمر الزهور إلى المفتي تمهيدا لإعدامها بتهمة حيازة أوراق تضر الأمن القومي وسيتلوها بالتأكيد، تسريع لوتيرة اضطهاد كل القوى السياسية وللحركة الاجتماعية، فالاستبداد والافقار لا يحيان سوى بالقمع وتأجيج العنف بعد أن أوصدت السلطة بالضبة والمفتاح كل وسائل التغيير، فحتى الانتخابات البرلمانية لا يعرف أحد متى وكيف ستجري؟
الحكم، الكارثي، لا يظهر فقط أن القضاء يدار بالريموت كنترول متخطيا اللامعقول من محاكمة بدون متهمين كما في قضية اقتحام السجون، حيث يحاكم من تم إطلاق سراحهم وليس المقتحمين، ولكنه يضع وبجرة قلم حركة حماس وحزب الله في مربع الأعداء.
هذا الحكم يعكس بالضبط من هم أعداء السيسي ومن هم حلفائه، فالصديق هي إسرائيل والصهاينة المحتلين للأرض العربية، والأعداء التاريخيين للشعب العربي، في حين أن حركات المقاومة في فلسطين ولبنان هما من يجب أن يتم محاصرتهما وشيطنتهما ومحاكمة عناصرهما، لمساندة "الشقيق" الإسرائيلي في مهمة بلع الأرض المحتلة دونما أي مقاومة.
نرفض الأحكام "المسيسة" الكارثية ضد جماعة الاخوان وغيرها، وندعو كافة القوى الديمقراطية لمقاومتها وإعلان رفضه للإعدامات بالجملة، حتى من منطلق المثل القائل أكلنا يوم أكل الثور الأبيض.والأمر لم يعد مجرد تنبؤات ، كما نبهنا في 3 يوليو 2013، بل هو واقع نعيشه في قضية شيماء الصباغ والالتراس والقيادات العمالية المفصولة والمعتقلة.

Facebook Comments APPID

 
Top