محمد غبسي
................
إذا كانت اليمن
تعاقب اليوم بتهمة علاقتها بإيران فإنها قد تأذت كثيرا بسبب علاقتها بدولة قطر،
فبعد أن تطورت العلاقات اليمنية القطرية ووصلت الى ذروتها في 2008م أبدت السعودية
انزعاجها الشديد وعملت بكل الوسائل على إجهاض تلك العلاقة الحميمة التي نمت بشكل
سريع ولافت.
ولأن الموقف
السياسي لحكومتي قطر واليمن بشأن الكثير من القضايا العربية فقد عبرت الشقيقة
الكبرى عن استياءها وتحفظها .
ثمة حادثة سياسية
شهيرة اختزلت الحقيقة كلها...ألا وهي العدوان الصهيوني على قطاع غزة في عام 2008م
والتي قادت الرئيس اليمني المتحمس دوما لنصرة فلسطين الى الدعوة لعقد قمة عربية
طارئة لتتبنى الدعوة قطر وتعلن استعدادها لاستضافة القمة، هذا الموقف اليمني
القطري وضع السعودية وأخواتها في مأزق سياسي كبير فما كان منها إلا أن بدأت بالعمل
على تعطيل هذه القمة بكل الوسائل فضغطت على نصف الدول العربية وأقنعتها بعدم
المشاركة وتمكنت قطر من اقناع نصف الدول العربية تقريبا بالمشاركة وشاءت الأقدار
أن يبقى مصير القمة مرهون بيد الرئيس اليمني، فقد أصبح حضوره هو الأهم بالنسبة
لقطر ذلك أن مشاركته سيجعل منها قمة عربية كما أصبح غيابه هاما جدا بالنسبة
للسعودية وذلك أن مقاطعته سيسقط عنها صفة " قمة " لتصبح مؤتمر عادي.
وضع الرجل في مأزق
حقيقي لم يدركه الكثير حينها ، فقد كان عليه أن يرضي احدى الدولتين الشقيقتين في
الوقت الذي كانت كل من الدولتين ستعتبر ذهابه في الطرف الآخر خيانة لها وذنب لا
يغتفر ، لعدة حسابات سياسية ومالية وجغرافية أعتذر الرئيس اليمني عن حضور القمة
مجبراً ومكرهاً .
سقطت صفة القمة
التي هو أول من نادى الى عقدها واحتضنت قطر مؤتمرا عربياً ضم نصف القادة العرب
تقريباً ، أثبتت الأحداث التي طرأت في المنطقة العربية وفي اليمن بالتحديد بأن
الحكومة القطرية قد أعتبرت الرئيس صالح خائناً وسخرت كل ما لديها من إمكانيات
مالية وسياسية وإعلامية ضخمة لتشويه تاريخه والإساءة لشخصه ولعائلته وحتى للملايين
من الشعب اليمني الذي يكن له كل الإحترام والتقدير .
ونحن نرى اليوم
الأوراق وقد تغيرت جذرياً وخاصة موقف السعودية من اليمن ومن الرئيس صالح تحديداً ،
يجب على النظام القطري أن يطرح على نفسه السؤال التالي : ماذا لو حضر الرئيس
اليمني قمة الدوحة 2008م ؟
مالذي كان ليحدث
وما ردة فعل النظام السعودي ؟
ولن يخسر أكثر من
دقيقة للحصول على إجابة شاملة وشافية ، فقط عليه التأمل في ما يفعله نظام آل سعود
بالشعب اليمني اليوم ليدركوا حجم الشر الذي تحاشاه الرئيس صالح مراراً وتكراراً .
في الأخير تبقى
الحقيقة أن الرئيس صالح أحب شعب قطر ووثق بحكومتها وأفتخر بمشاريعها الإعلامية
وعرف حينها حاجة النظام القطري للعب دوراً سياسياً في المنطقة فساعدهم على ذلك
بقدراته المحدودة طبعاً ، إلا أنه عوقب وعوقب معه الشعب اليمني عن بكرة أبيه .
الخلاصة :
نحن أمام نظام سعودي يعتبر اليمن شعباً وحكومة مما
ملكت يمينه ويغار عليه كما يغار على نساء المملكة الاتي حرمهن أدنى حقوق الإنسان
المعترف بها في أسوأ الدول وأكثرها تخلفاً " ومن الحب ما قتل شعب " .
وسلامتكم