حسن شرف الدين
........
لم يقف مجلس الأمن في جلسته لمناقشة الاعتداء السعودي الغاشم على اليمن ولم يشر في بيانه بالتنديد أو الشجب أو حتى المطالبة بالتخفيف من العدوان العالمي على اليمن.. لقد وقف مجلس الأمن خانعا خاضعا أمام المال والنفط والصفقات السعودية.
تختفي السياسة تماماً عند حضور المال وتختفي القيم الإنسانية وتجمد القوانين والأعراف الدولية ولا يكون للمظلوم مكان في مجلس مليء بقطعان من الرؤساء والملوك.
خرج مجلس الأمن في جلسته الأخيرة بجملة من القرارات قدمتها السعودية وحلفاؤها جلها لصالح العدوان السعودي على اليمن.. بل إن هذه القرارات تبارك ضمنيا هذا العدوان وتؤكد على عدم أحقية الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه من خلال حظر تسليحه وغياب لغة الشجب والتنديد في مثل حالة مملكة آل سعود المعتدية.
كان المال السعودي حاضراً وبقوة دون منازع في جلسة مجلس الأمن وكان له الأثر الكبير والبارز في قراراته تجاه الشعب اليمني المعتدى عليه.. كما كان للمال السعودي أثره الكبير أيضا في غياب العدالة الدولية كعادتها عن قرارات مجلس الأمن, لكن هذه المرة بشكل واضح دون خوف أو خجل.
لقد ترك مجلس الأمن بقيادة المملكة الأردنية التي ترأست الجلسة ,الشعب اليمني يواجه مصيره بنفسه تجاه العدوان الهمجي السعودي.. وكأن الغرب بقيادة أمريكا قسمت الأدوار بين قيادات الشعوب العربية لتدمير اليمن عن طريق جعل السعودية تقوم بعملية الاعتداء ودول الخليج تشارك فيه ومصر تدعم هذا الاعتداء والأردن تضفي عليه الشرعية الدولية.. وكأن الأمر دبر بليل وتحت بريق المال السعودي والرعاية اللوجستية الأمريكية الإسرائيلية.
عرفت الحكومة الأمريكية من أين تؤكل الكتف.. عرفت أن القيادات العربية يمكن أن تبيع ضمائرها وأخلاقها أمام المال.. عرفت أن القيادات العربية يمكن أن يبيع بعضها البعض أمام كسب رضى وبركات الحكومة الأمريكية.
لم يبق لقوى الاستكبار الامريكية والاسرائيلية أي أوراق يلعبون بها في اليمن إلا ورقة جار السوء السعودية بحجة أمنها واستقرارها المهددين من الجانب اليمني منذ أن أصبحت دولة ذات سيادة وقرار بعيدا عن الوصاية الأجنبية.
تجاوز الاعتداء السعودي على اليمن أكثر من أربعة وعشرين يوما وهو يستهدف ويدمر البنية التحتية للشعب اليمني بكافة مقدراته.. ولم يكتف النظام الملكي بهذا الدمار الذي يصنعه في اليمن وأصبح ينادي دول الاستكبار بالدخول عن طريق مجلس الأمن الدولي.. والحقيقة أن النظام الملكي الرجعي لا يعلم أنه داخل في قاعدة الثور الأسود.. وحتما سيكون الدور عليه قريبا وسيجني ما زرعه بيده.