عن كثب/متابعات...
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده قلصت إلى أدنى مستوى سلاحها النووي وساهمت في نزع أسلحة الدمار الشامل وتعتزم الاستمرار بالعمل في هذا الاتجاه.
وقال
بوتين في رسالته إلى المؤتمر الدولي لمراجعة تطبيق معاهدة عدم انتشار
الأسلحة النووية نشرها موقع روسيا اليوم إن “روسيا تنفذ بشكل منهجي اتفاق
عدم انتشار الأسلحة النووية بما فيه المادة السادسة وقد قلصنا قدراتنا
النووية إلى الحد الأدنى ما يعتبر مساهمة ملموسة في النزع الشامل والكامل
للسلاح ونخطط لمتابعة العمل في هذا الاتجاه وكذلك المحافظة على التوازن بين
تطوير الطاقة النووية السلمية وتعزيز نظام عدم الانتشار بما فيه نظام
ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأكد
بوتين في الرسالة التي تلا ميخائيل أوليانوف رئيس قسم عدم انتشار ومراقبة
الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية مقتطفات منها وتم توزيعها في الأمم
المتحدة أن بلاده تسعى إلى التنسيق مع جميع الأطراف المعنية في إقامة قاعدة
تعاون حديثة ثابتة وآمنة في قطاع الطاقة النووية.
وأضاف
بوتين “أعول على التأكيد في المؤتمر على استعداد كافة الدول الأعضاء في
معاهدة عدم انتشار السلاح النووي للالتزام بتعهداتها وسيصبح ذلك بلا شك
عاملا مهما في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في كل الكوكب”.
بدوره
أكد أوليانوف خلال المؤتمر الدولي أن موسكو مستعدة للحوار حول قضايا نزع
السلاح النووي بشرط أن يكون هذا الحوار “جديا وخاليا من المعايير المزدوجة”
مشددا على أن “السياسة الأمريكية هي التي تحجب الطريق عن مواصلة تقليص
الأسلحة النووية”.
وكان
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب في كلمة تلاها بالنيابة عنه
مساعده يان الياسون في افتتاح المؤتمر أمس بتصفية الأسلحة النووية بشكل
كامل داعيا الوفود المشاركة في مؤتمر متابعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة
النووية إلى العمل الدؤوب لتحقيق هذا الهدف.
وأعرب
كي مون عن قلقه الكبير لأن عملية نزع السلاح تبدو متباطئة منذ خمس سنوات
منددا بالتقدم الخجول من أجل إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق
الأوسط وبالبرامج المكلفة لتحديث الترسانات الأمريكية والروسية.
وقال كي مون إنه “بدل مواصلة المقترحات من أجل تسريع نزع السلاح النووي نشهد عودة خطيرة الى عقليات الحرب الباردة”.
وفي
هذا السياق أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في كلمته أمام المؤتمرين
أن بلاده ستسرع عملية تفكيك الرؤوس النووية التي سحبتها من ترسانتها لافتا
إلى أن “القوى العظمى الآن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق شامل مع طهران”.
ووعد
كيري الدول غير النووية التي تتهم القوى العظمى النووية بأنها لم تنزع
أسلحتها بما فيه الكفاية بأن واشنطن “عازمة على العمل معكم من أجل إقناع
المشككين بالرغبة الأمريكية في نزع السلاح”.
وأكد
كيري أن الولايات المتحدة ترغب في الانسحاب من سباق التسلح النووي منوها
بأن بلاده فككت 10251 رأسا نوويا منذ 20 عاما وتعمل على تفكيك 2500 أخرى.
وقال
كيري “يسرني أن أعلن اليوم أن الرئيس باراك أوباما قرر أن تبذل الولايات
المتحدة جهودا لتسريع عملية تفكيك الرؤوس النووية التي سحبتها من ترسانتها
بنسبة 20 بالمئة وان واشنطن مستعدة للتفاوض مع موسكو حول تقليص إضافي
للترسانة الاستراتيجية مما حددته معاهدة ستارت الجديدة عام 2011 بمعدل
الثلث” وأضاف “إن هذا الاقتراح ما زال على الطاولة ونحن نحث الروس على
السير فيه”.
يذكر
أن المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ عام 1970 تضم 190 بلدا أو كيانا ولا
تزال مفتوحة للتوقيع وتعقد مؤتمرات متابعة كل خمس سنوات وتنص على الحق
الكامل لكل الدول المشاركة فيها بممارسة الأبحاث وإنتاج واستخدام الطاقة
النووية لأهداف سلمية.