وليد الحسام
.........
من خلال قراءتي لكتاب الدكتور/عبدالله الغذّامي .. (من الخيمة إلى الوطن ) استشف الآتي :
حاول أن يستغل الثقافة والأدب واللغة للترويج السياسي لآل سعود بصورة تمتهن الهدف الحقيقي للأدب وأغراضه السامية ، ولو أن (العقاد) حاضرٌ الآن أعتقد أن الغذّامي لن يتجرأ على نشر هذا الكتاب.
لقد بدا متباهياً في ثنايا هذا الكتاب بالقوة الاقتصادية _ ممثلةً بالنفط _ التي تمتلكها مملكة آل سعود دون أن يلمح تلميحاً إلى ضياع تلك القوة بين أيدي الأسرة الحاكمة (آل سعود) وكيف أنهم استغلوها في تمزيق النسيج الاجتماعي العربي وتدمير الحضارة العربية ، ودون أن ينوه إلى حقيقة الاستحواذ لتلك القوة من قبل الأسرة المتسلطة على السلطتين السياسية والاقتصادية في الحجاز ونجد ، تغافل انحطاط وضع الثقافة في المملكة المزعومة على الرغم من امتلاك القوة النفطية التي أرفدت الاقتصاد بشكل خيالي .
نسي الغذّامي في تناوله ذلك أن تلك القوة الاقتصادية غير شرعية لأنها جاءتْ من النفط المستخرج من الأراضي اليمنية المسلوبة والواقعة جهة الجنوب من المملكة على الشريط الحدودي اليمني المحاذي.
هكذا يحتال على الثقافة والأدب ليصطاد بهما في وحل السياسة لعلّه يجد ما يُوهم به العالم من امتلاك السعودية لأصالة ثقافية مزيّفة يُجملُ بها هشاشة التاريخ المفقود .. هو يدرك حاجتهم المُلحّة إلى تلقي المعرفة من ثقافة الدول العربية الأخرى كمصر والشام وبلاد المغرب لكنه يلتف على هذه النقطة ليبرر بأن المثقفين العرب من غير السعودية تلاميذٌ لأجداده ، فقد حاول ربط تجربتي البارودي وأحمد شوقي الشعرية_ وهما مصريان _ بالماضي ليزعم أنهما نهجا نهج شعراء المدرسة الكلاسيكية القديمة محاولاً أن يقنعنا أن الشعراء الكلاسيكيين القدامى أجداده .
يسقط القناع وتظهر الحقيقة عندما يحاول المرء أن يستغل الأدب في غير ما وضع له ،، وما خفي في هذا الكتاب كان أعظم .