عن كثب/متابعات..
قالت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية، إن دول الشرق الأوسط باتت أدركت أن الولايات المتحدة ليس لديها الرغبة في التدخل العسكري في الصراعات المعقدة الكثيرة التي تعاني منها المنطقة، وخاصة بعد تجارب الحرب التي خاضتها في كل من العراق وأفغانستان.
وأوضحت الصحيفة أن أمريكا تحاول إقامة نوع من التوازن بين القوى الكبرى في المنطقة بما يسمح لتلك الدول بحل ما يواجها من مشاكل بنفسها، وترغب الولايات المتحدة في البقاء تبقى بعيداً عن الصراعات الداخلية المحتدمة التي تجر رجلها إلى المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات النووية تهدف إلى إدراج إيران ضمن هذا التوازن الجديد، و أن الاتفاق النووي المبدئي مع إيران لن يكفي لتهدئة المخاوف السعودية التي ترى أن إيران تشعل انتفاضات شيعية في أنحاء المنطقة لزعزعة استقرار الوضع الراهن، وأنها تسعى لإقامة إمبراطورية فارسية جديدة تسعى من خلالها إلى فرض هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط كاملة.
ونوهت الصحيفة أن السعودية لا تخشى الدبابات الإيرانية التي تقف على الجانب الآخر من حدودها، وإنما تخشى المفاهيم المعادية الراسخة في الفكر الشيعي وسرعة انتشار هذه الأيديولوجية، وهذا هو ما تسعى إلى تقويضه واحتوائه.
وأوضحت أن إيران وحلفاؤها لن يسمحوا بذلك، وأن إيران لم تعد تأمل في حدوث تفاهم ناشئ مع السعودية في أعقاب الاتفاق النووي، لا سيما أن السعودية تفضل الضغط على إيران وحلفائها على جميع المستويات.
وتنهي الصحيفة أن أمريكا باتت واقعة بين مطرقة الحلفاء الذين يدعمون الجماعات السنية المسلحة، وسندان القيود السياسية التي تمنعها من مواجهة تنظيم داعش بشكل فعال، واليمن بات محور الهدف الجديد المتمثل في تأكيد النفوذ السعودي ضد إيران.
مصراوي