عن كثب/متابعات...
في التاسع من أبريل، قبل 12 عامًا، وتحديدًا في 2003، دخلت
القوات الأمريكية والبريطانية والقوى المتحالفة معهما، العاصمة العراقية
بغداد، في ليلة عرفت بـ"ليلة سقوط بغداد".
سقوط شاركت فيه بعض الدول العربية، كان أبرزها مصر
التي سمحت بعبور الزوارق الأمريكية المزودة برؤوس نووية من قناة السويس،
إضافة إلى إتاحة المجال الجوي المصري للطائرات الأمريكية، بحسب وثائق مسربة
نشرتها وكالة رويترز.
الدور المصري
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن قيام عملاء للمخابرات
الألمانية في بغداد، بتسريب خطة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، للدفاع
عن العاصمة بغداد، للقادة الأمريكيين، وذلك قبل شهرين من إعلان غزو العراق.
وقدمت الخطة، التي تقع في 90 صفحة، للقادة الأمريكيين الخيط الذي قادهم
للتعرف على طريقة تفكير القيادة العراقية وخططها الاستراتيجية.
وحوت الدراسة الأمريكية على نسخة من المخطط الذي نقله
الألمان، إلا أن المهم في التقرير الجديد، هو كشفه عن تفاصيل الدورين
المصري والسعودي في تسهيل تحرك القوات الأمريكية الجوية، وتزويدها بالوقود
وحرية استخدام المجال الجوي المصري للقيام بمهام عسكرية فوق العراق.
تقول الصحيفة إن الزوارق الأمريكية المزودة برؤوس نووية، سُمح
لها بالعبور عبر قناة السويس بشكل تكون فيه قادرة على توجيه صواريخ ضد
أهداف في العراق. أما بالنسبة للسعوديين الذين قللوا من الدور الذي لعبوه
في الحرب، فيشير التقرير إلى أنهم قاموا بفتح قاعدة عسكرية سرية في عرعر،
للقوات الأمريكية الخاصة (دلتا فورس)، وسهّلوا مهامها للقيام بعمليات داخل
العراق. وأغلقت السلطات السعودية، المنطقة في وجه المسافرين، تحت ذريعة منع
تدفق اللاجئين العراقيين لأراضيها.
ومع أن الولايات المتحدة اعتبرت ألمانيا متعاونة وليست حليفة
في الحرب ضد صدام، إلا أن السعودية ومصر كانتا متعاونتين ولكنهما خشيتا من
الكشف عن دورهما، ولهذا وصفتهما أمريكا بـ"الحليفين الصامتين". وبالإضافة
للتعاون الأمني الألماني مع أمريكا، إذ قدمت تسهيلات عسكرية أخرى، كحراستها
الخطوط البحرية في القرن الإفريقي، وذلك لتسهيل عمل قوات المهمات الخاصة
(150)، كما لعب الألمان دورًا في فريق "آثار الحرب" الذي اتخذ من الدوحة في
قطر والكويت مراكز له، كما قدمت البطاريات الخاصة بصواريخ باتريوت إلى
تركيا، على الرغم من معارضتها للخطوة التي وافق عليها حلف شمال الأطلسي.
انتهاء الحرب
انتهت الحرب رسميًا في 15 ديسمبر 2011، مخلفة وراءها نحو
مليون عراقي بين قتيل ومصاب، فضلًا عن تهجير نحو 7 ملايين، غير الأعداد
الكبيرة من الأيتام والأرامل والمعوّقين والمعتقلين.
وترك الجيش الأمريكي العراقَ بعد احتلال دام تسع سنوات،
دُمّرت خلالها هياكل الدولة العراقية بالكامل، كتدمير البنى التحتية
الاقتصادية، والمرافق الحيوية، التي تخص حياة المواطنين العراقيين
اليومية. كما دُمرت العديد من المدن والقرى العراقية، بدعوى محاربة
"الإرهاب" وملاحقة "الإرهابيين"، أو ملاحقة أتباع صدام حسين، كما حدث في
الفلوجة وتلعفر والخالص والقائم وبعقوبة، إذ دُمّرت تلك القرى والبلدات
بالمدفعية والصواريخ والقنابل الفسفورية وقنابل النابالم الحارقة.
وأثناء الغزو الأمريكي، شهدت العراق عديدًا من انتهاكات حقوق
الإنسان، بالإضافة إلى انتهاكات لمليشيات إيرانية، وأخرى عراقية شيعية،
حاربت في أوقات بجانب القوات الأمريكية.
رصد