عن كثب/متابعات...
رأت أن الحرب التي تشنها السعودية في اليمن منذ 26 مارس/ آذار الماضي بعد أن شكلت تحالفا من عشر دول "قرارا متسرعا سيضر المملكة" والمنطقة.
الخبيرة الروسية يلينا سوبونينا مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو، أن السعودية تحاول أن تبدي حزما أكبر في سياستها وهو ما قد ينعكس على الوضع ليس فقط في اليمن بل في سوريا أيضا.
وتضيف في مقابلة أجرتها معها DWعربية "لكن كان يجدر بالسعودية التفكير مليا والتمهل قبل فاتخاذ قرار كهذا يحتاج لدراسة أكبر لأن نتائجه قد تنعكس سلبا على السعودية نفسها وعلى استقرار منطقة الشرق الأوسط خصوصا إن طالت هذه الحرب".
وتعتبر الخبيرة الروسية أن هذه الحرب هي بالفعل اختبار صعب بالنسبة للسعودية الآن ويظهر أن هناك سياسة سعودية جديدة يبلورها الملك الجديد، "لكن كان على السعوديين التركيز على الحل السياسي فهذه الحرب قد تجلب حالة من عدم الاستقرار في اليمن ستستمر لوقت طويل، فبعض القبائل اليمنية بدأت تقف ضد التدخل السعودي رغم أنها ليست جميعها بالضرورة مع الحوثيين".
ويبدو أن السعودية تواجه "تصدعا" في الجبهة التي أسستها في حربها في اليمن، بحسب DW. إذ أعرب معظم نواب البرلمان في باكستان - التي كانت أعلنت مشاركتها في "عاصفة الحزم" والتي تربطها بإيران مصالح اقتصادية- عن مخاوفهم من أن يتسبب التورط في الصراع اليمني في زيادة الانقسام الطائفي في باكستان. كما أن تركيا التي تسعى حسب البعض إلى زعامة سنية في المنطقة، أعلنت على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان الذي زار طهران، أن بلاده تؤيد وقف الحرب وضرورة تأسيس السلام والأمن.
وكانت السعودية بررت عمليتها العسكرية في اليمن بأنها تهدف لحماية الشرعية وتأتي بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لكن البعض يرى في هذا التدخل العسكري تورطا للسعودية في حرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها. فمن جهة ارتفع عدد القتلى منذ بدء العملية إلى 540 شخصا وتأزمت الأوضاع الإنسانية، ومن جهة أخرى تواجه السعودية صعوبات حسب خبراء عسكريين فهي غير قادرة على حسم معركة كهذه إن اكتفت بالغارات الجوية، كما أن إرسال قوات برية قد يجعلها تدخل في حرب استنزاف طويلة خاصة أنها لا تملك حليفا موثوقا به على الأرض.