GuidePedia



لماذا نحن- اليمنيين- شعب عاطفي إلى أبعد حد.. يحدث، مثلاً، انفجار في بيروت فتتحوَّل كل منشوراتنا في الفيس بوك تضامناً مع بيروت، ونحزن للضحايا الذين سقطوا، وندين ونستنكر الإرهاب، ونغيِّر صور البروفايل بصورة العلم اللبناني، أو بشجرة الأرز، أو بصور الجريمة التي حوَّلتنا كلنا إلى مفجوعين لوقوعها.. وكأنها وقعت في شارعنا!!
وفي مصر لو انحرف قطار عن مساره، أو قام إرهابي بتفجير حافلة سياح، نتحوَّل كلنا إلى مصريين، ونرسل رسائل لكل أصدقائنا المصريين لنطمئن عليهم، ونقف بجانبهم في كل محنة، حتى ولو كانت كارثة طبيعية، كالأمطار أو الزلازل، لأننا نشعر بأننا أمة واحدة، وأن ما يصيب أي قُطر عربي يصيبنا بالضرورة، ونتألم بنفس مقدار الألم الذي يشعرون به.
منذ ستة عشر يوماً والعدوان السعودي يقصف اليمن، بكل أنواع الأسلحة الخبيثة، ويقصف كل المعسكرات، ويستهدف مصانع الأغذية والمستشفيات، والمدارس، ويقفل المطارات والموانئ لفرض حصار اقتصادي، ويستهدف المدنيين.. إذ تجاوز عدد الشهداء الذين سقطوا بقصف طائرات آل سعود، تسعمائة شهيد، وأكثر من 1550 جريحاً.. ورغم ذلك لم يغيّر أي صديق عربي صورته في الفيس بوك بالعلم اليمني، ولم يكتب أحد شيئاً احتجاجاً على العدوان الذي نتعرض له- إلا القليل جداً على استحياء- ولم يكتب لي أحد رسالة ليطمئن علينا، باستثناء صديقين، فقط، كما كنا نفعل أثناء ثورة مصر وأثناء حصار ميدان رابعة العدوية!!
تعاطفنا مع مصر، وتعاطفنا مع السودان كثيراً، وتعاطفنا مع ضحايا فيضانات جدة، وبقيت بعض قنواتنا تبثُّ "قرآن كريم"، لمدة ثلاثة أيام، حداداً في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.. وجاءنا العدوان من بعض هذه الدول التي كنا نحبها كثيراً!!

Facebook Comments APPID

 
Top