عن كثب/متابعات...
قالت هيلاري مان لافيريت، الباحثة بشؤون الشرق الأوسط سابقا لدى وزارة الخارجية الأمريكية والمشاركة بتأليف كتاب "رحلة إلى طهران"، إن السياسة الخارجية الأمريكية تعاني من سقوط تام في الفترة الراهنة، محذرة من تفرض صراع إقليمي شامل على خلفية الأوضاع في اليمن، ورأت أن لأمريكا مشكلة مع حلفائها وخصومها في المنطقة، داعية واشنطن للكف عن لعب دور "الأطفائي."
وقالت لافيريت، في مقابلة مع CNN حول
الأوضاع في اليمن: "نحن نتحدث أولا عن صراع داخلي في اليمن، وهي دولة بالغة
الأهمية لأمريكا، ليس لأنها غنية بالنفط والغاز، بل بسبب موقعها
الجيوستراتيجي، والجدير بالانتباه في هذه الحرب هي أننا قد نكون أمام بداية
صراع إقليمي، فالسعودية تتولى قيادة الحلف وتقوم بدعوة دول سنية كبيرة
أخرى لمشاركتها القتال، مثل مصر والسودان، رغم أن رئيس السودان نفسه عرضة
لملاحقة دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إلى جانب تركيا، وهي عضو بحلف
الناتو."
وأضافت: "هذا قد يؤثر بشكل جدي على مصالح أمريكا في المنطقة
لأننا أمام إمكانية حصول حريق إقليمي، والأمل الوحيد لنا هو إمكانية التوسط
لتحسين العلاقات بين إيران والدول المحيطة بها عوض المخاطرة بتورطها في
حرب جديدة.
ولدى سؤالها حول مفارقة فصف أمريكا للمليشيات السنية في
العراق بالتحالف مع الشيعة وإيران، ودعم السعودية بقصف المليشيات الشيعية
باليمن، وهي مليشيات متحالفة مع إيران قالت لافيريت: "الأمر الدراماتيكي في
المشهد القائم هو أن السياسة الأمريكية في حالة من السقوط الحر، فلدينا
فوضى في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ونحن أمام حالة من الشلل الكامل
والسقوط التام في السياسة الأمريكية."
وتابعت بالقول: "علينا أن ننظر بشكل جذري في سياستنا وخاصة ما
نقوم به من أجل عقد صفقة مع إيران، يجب تقييم الموقف، لأننا كنا نظن أن
أمريكا بحاجة لإعادة التوازن إلى المنطقة لا أن تكون الإطفائي الذي يتقدم
دائما لإطفاء الحرائق، ولكن خلال عملنا على هذا الصعيد لاحظنا أن ذلك أدى
إلى اضطرام حرائق كبيرة في المنطقة، ما جعل الوضع أكثر خطرا بالنسبة
لأمريكا."
وحول ما إذا كان موقفها يعني بوضوح أن إيران تسلك سلوكا
تخريبيا في المنطقة ردت لافيريت بالقول: "المشكلة أن البعض يوجه اتهامات
مماثلة إلى حلفائنا في المنطقة، فالبعض يرى أن الرئيس هادي لم ينتخب بشكل
حر، بل كان الشخصية التي رشحتها السعودية، كما أن أمريكا نفذت في عهده
عمليات جوية تستند إلى الطائرات العامة دون طيار، وقد أثار ذلك الكثير من
الاحتجاجات باليمن."
وأضافت: "أما السعودية، فهناك شائعات عن مسؤوليتها عن تدريب
وتمويل جماعات متشددة أو تنظيمات تحولت لاحقا إلى أذرع للقاعدة، وهذه مشكلة
حقيقة. الحل لا يكون بالتخلي عن التحالف مع السعودية، وإنما إعادة التوازن
إلى المنطقة عبر جلب إيران إلى طاولة المفاوضات."